9 أبريل، 2024 3:02 ص
Search
Close this search box.

140≠ 1400

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست مع ما تشيعه السلطة الغاشمة دوماً بوجه دعاة التمرد والانتفاضات مما اصطلح على تسميته ( بأن الوقت غير مناسب الآن) وهي عبارة مستهلكة ربما يرجع تاريخ استخدامها الى قرون طويلة . لأنه – وبطبيعة حال الثورات والتغييرات لا بد من (هزة) ما تؤدي الى (تخلخل) يودي في نهاية المطاف الى الاصلاح والتغيير. فوحدها المجتمعات المتحجرة هي من تخشى التغيير وتميل الى الصمت المرعب الذي يكتب لها شهادة الوفاة مبكرا.
ولكن وبعملية حسابية بسيطة ، لا استطيع ان ابرر الصمت المهين ازاء اكثر من 1700 جثة قضت بالاعدام في سبايكر ، ازاء ما يزعم بانه تحرك شعبي احتجاجاً على اغتيال 140 شهيد في الثرثار. بلحاظ ان المعطيات التالية تكفي بتقديري لأسكات البعض ممن تتحرك معهم الوطنية والشهامة تبعاً للمصالح الاقليمية والمادية :
اولا : ان الحكومة السابقة قد اورثت الحالية بلداً مقسماً اكثر من ذي قبل ، وجغرافيا تتنافر فيها المعطيات النظرية لـ 18 محافظة مع ما هي عليه من وجود قرابة نصف مساحة البلد تحت نير الاحتلال الداعشي – الامريكي.
ثانياً : يساءل حيدر العبادي واركان حكومته قطعاً عن كل قطرة دم تراق في ظل ولايته ، لا كلام في ذلك ، ومن يقول العكس يجانب الصواب اكيداً . الا انه من غير المنطقي ولا العقلي ان يكون رئيس الحكومة السابقة والذي تم فيها اسقاط اكثر من ثلث العراق مساحة – وارهقت بسبب ذلك آلاف الارواح البريئة وهو يرفض ويصرّ على الرفض حين يتعلق الامر باستجوابه لمعرفة الحقائق التي ادت الى هذا الانهيار – ان يكون هو القائد الخفي او العلني لتلك المطالبات !!
ثالثاً : ان الكيانات السياسية التي طالما دافعت عن السيد المالكي وعن اخطائه القاتلة هي – دون غيرها – من يريد اقامة الحدّ على العبادي لتقصيره في حماية امن البلاد . وهذا سبب يكفي حقيقة للاعراض عن تلك التجارة الرخيصة.
رابعاً : مقارنة بكوارث الحكومة السابقة ، فإن الحكومة الحالية قد ساهمت في تحرير صلاح الدين وجرف الصخر والكثير من المناطق التي سلمتها الحكومة السابقة بدون قتال حتى . ووفرت امن ( نسبي) في العاصمة بغداد ، وقاكت برفع الحواجز الكونكريتية البغيضة في مناطق مهمة . فلا مجال -برأيي- للمقارنة بين الحكومتين.
خامساً : اعجاب البعض بحكومة العبادي ينبغي ان يُقنـّن كثيرا. لان المالكي كان يقول انا افضل من صدام لانه يقارن نفسه بالاسوأ . عليه لا ينبغي لمعجبي رئيس الوزراء الحالي ان يدعوا بانه جيد لانه فقط افضل من المالكي او انه قلل اخطاء المالكي . لا . هذا من شأنه ان يسـنّ سنة سيئة ارى من الخطورة ان تُعمـّم للفترات اللاحفة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب