18 نوفمبر، 2024 3:33 ص
Search
Close this search box.

14 تموز ثورة ولكن !

14 تموز ثورة ولكن !

بات الشغل الرئيس للبعض في هذه المرحلة اطلاق الاتهامات الجزاف على ثورة الرابع عشر من تموز1958 وقادتها الى حد اتهامهم بالعمالة والخيانة وتحميلهم بشكل غير مباشر مسؤولية ما يشهده العراق منذ الاحتلال الاميركي وما بعده من ازمات ومشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية ، بل انهم صاروا يستكثرون اطلاق صفة الثورة ويدعون انها لم تكن غير مجرد انقلاب .. من دون ان يدركوا انهم بهذا يتجنون على تضحيات شعب وتاريخ طويل من نضال احزاب وطنية قدمت الكثير من اجل الشعب وتطلعاته المشروعة .. واذا كانت من اكبر الخطايا التي رافقت بداية انطلاق الثورة هو قتل العائلة المالكة وعدد من شخصيات النظام الملكي بالطريقة غير الانسانية المعروفة وحرق جثث بعضهم ، فان هذا لاينبغي ان يجر نا الى اراء ومواقف غير موضوعية ويشطب على ما حققته الثورة من منجزات من ابرزها القضاء على الاقطاع وقانون رقم (80 ) لتحديد مناطق استثمار الشركات النفطية وقانون (188) للاحوال الشخصية الذي اعطى المرأة حقوقها وغيرها من القوانين التي تخدم الشعب .. من المهم جدا تقييم ما حدث في العراق بعد ثورة الرابع عشر من تموز وخاصة ما يتعلق بتلك الصراعات السياسية بين احزاب جبهة الاتحاد الوطني السياسية التي وصلت حد التصفيات فيما بينها واستمرار هذا المسلسل الدموي الذي اضاع على العراق وشعبه فرص ذهبية واضاع احلامنا البسيطة في بناء وطن ينعم الجميع فيه بحياة امنة وكريمة ، غير ان هذا التقييم ينبغي ان يكون منصفا وبعيدا عن عقد الماضي حيث تتحمل برأينا المتواضع جميع الاحزاب انذاك مسؤوليته بهذا القدر او ذاك حيث فشلت في اشاعة قيم الحوار البناء فيما بينها ما انعكس سلبا على المجتمع وبالتالي عجزها عن وضع لبنات تطبيق ديمقراطي سليم كان يمكن ان يجنب العراق العديد من المأسي التي عاشها وما زال .
لسنا في معرض التنظير لاثبات ان الرابع عشر من تموز كانت ثورة شعب عانى الكثير كما اننا نتمنى ان لايجرنا انحيازنا للثورة الى اتهام جميع شخصيات النظام الملكي بالعمالة غير انهم في كل الاحوال لم ينصفوا الشعب ولم يبنوا نظاما ديمقراطيا ويكفي ان نراجع ما كان يتحدث به من ظلم الاقطاع للفلاح وحرمانه من ابسط حقوقه وان نتذكر بيوت الطين ( الصرايف ) في بغداد وغيرها لننصف ثورة تموز وقادتها..ان الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الاحزاب الوطنية ومنها القومية يكمن في تعصبها لما تحمل من افكار ومباديء وفشلها الذريع في ايجاد قاعدة حوارهاديء في ما بينها ، وحولت الرابع عشر من تموز الى ( الثورة التي اكلت ابنائها )ما ادى الى انحسارها بشكل كبير وخلق حالة يأس عند المواطن ، غير ان هذا لايفقد عن ثورة الرابع عشر من تموز ثوريتها ولا يمنح البعض حق الغاء تاريخ وطني طويل للشعب ..تحية لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وقادتها في ذكرى انبثاقها وعاش الشعب الذي تحمل وما زال يتحمل الكثير .

أحدث المقالات