22 ديسمبر، 2024 10:15 م

13 عاما من حکم حزب الدعوة

13 عاما من حکم حزب الدعوة

عندما تتداخل السياسة مع الطائفية الدينية و تمتزجان معا لتشکلا خليطا هجينا هو أقرب للمسخ، فيجب قراءة السلام على الحرية و الديمقراطية و صيرورة السياسة مجرد دابة تقودها الطائفية بأفکارها و طروحاتها أينما شاءت، وهذا مايحدث في العراق منذ 13 عاما من حکم حزب الدعوة للعراق، حيث وضع و يضع هذا الحزب الاعتبارات الطائفية فوق کل شئ،.
منذ 13 عاما، يستحوذ حزب الدعوة على منصب رئيس رئاسة الوزراء و الذي هو أهم منصب سيادي في العراق، وخلالها کان هذا الحزب يسيطر على الحکم بصورة عامة و کان صاحب القرار السياسي الاخير خصوصا عندما إتبع سياسة التحالف”التکتيکي” مع الولايات المتحدة الامريکية و التحالف”الاستراتيجي”مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمکن إعتباره عرابا لهذا الحزب، وليس هناك من أدنى شك بأن العراق و شعبه عانى الامرين خلال هذه ال13 عاما، و وصل الى أسوء الحال على مختلف الاصعدة، ولذلك فإنه من المنطقي جدا أن تتزايد حالة الکراهية و الرفض لهذا الحزب وهو الامر الذي يسعى الحزب الى التصدي له و معالجته قبل أن تستفحل الامور و تصل الى الخطوط الحمر، وهذا بالضبط هو الهدف من الاتفاق السري ين العبادي والمالكي لتشكيل تحالف واسع بعد الانتخابات، يضمن بقاء منصب رئاسة الوزراء في خزانة “الدعوة” الذي يستحوذ عليه منذ 13 سنة بالاضافةتشكيل الكتلة البرلمانية الأكثر عددا، والاتفاق هذا الذي أکده علي العلاق القيادي في حزب الدعوة تم التوقيع عليه بحضور قيادات حزب الدعوة، وقطعا إن سرية هذا الاتفاق هو لسببين اساسيين هما:
اولاـ لمشاعر الرفض و الکراهية التي بات الشعب العراقي يکنها لنوري المالکي صاحب الولايتين الفاشلتين اللتين جعلتا أوضاع العراق بالغة الوخامة.
ثانياـ الشعب العراقي لم يعد يرتاح و يطمئن لحکم حزب الدعوة الذي بات فشله أکثر من واضح وهو لايهمه شئ کما يهمه إرضاء النظام الايراني و ضمان بقاء و إستمرار نفوذه مهما حصل.
نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، کان ولايزال العامل الاسوء من حيث التأثير السلبي على العراق داخليا و خارجيا، ولاخلاص للعراق من الاوضاع السيئة طالما إستمر هذا النفوذ المشبوه الذي يقوم بتوظيف الاوضاع في العراق من أجل إنجاح مخططاته على مختلف الاصعدة، والذي يبدو واضحا أن حزب الدعوة يضطلع بمهمة صعبة و معقدة جدا من أجل ذلك حيث يحاول خلال ذلك ضمان إستمرار حکمه من جانب و ضمان إستمرار النفوذ الايراني من جانب آخر، لکن الى متى يمکن ضمان نجاح حزب الدعوة في مهمته هذه التي لايستفيد منها الشعب العراق بل و حتى إنه يدفع ضريبتها الباهضة؟!