استيقظ نحو 1100 شهيد شيوعي، من لحودهم وأطلوا على نهر دجلة، متحدين الموت الجماعي، عبر مبادرة قام بها متطوع قدم شهود الاثبات في معرض تصادف مع ما جرى الاحتفال به، كل عام، في 14 شباط الذي شهد اعدام قيادي الحزب عام، 1949 وافتتح جمهور شارع المتنبي المعرض، الذي اقيم على ضفاف النهر الخالد تحت تمثال ابو الطيب المتنبي في محيط شارع الكتب الشهير ببغداد، وسط حضور شعبي ملحوظ وغياب مؤسف للشيوعيين المنتظمين في حزبهم أثار علامات تعجب . وقال أحد الحضور ( انه من المؤسف ان تصطف هذه الافواج من شهداء الحزب بانتظار رؤية وارثي الفكر والعقيدة لكن الشيوعيين خذلوهم لأسباب مجهولة ) .
واعلن منظم المعرض خالد حسين سلطان عن ان فكرة اقامة المعرض راودته كتعبير عن تقديره واعتزازه بتضحيات ملاكات الحزب الشيوعي واصدقائه الذين قضوا في ظروف الاعتقال والتعذيب وقرارات القمع في الحقب كافة على مدى 70 عاما. وتمنى سلطان ان ( تتجه انظار مؤسسة الشهداء الى تخليد، هؤلاء، الذين حضروا بأرواحهم الخالدة، عبر كتاب يتضمن صورهم المعروضة هنا ) .
وكانت فكرة المعرض قد راودت سلطانا، خلال السنوات الماضية وتم تنفيذها بجهد فردي تولاه بالتعاون مع بعض عوائل وذوي الشهداء .
وفي جولة شملت اللوحات التي توزعت عليها بصمات وصور هؤلاء الراحلين سمعنا زائرا يردد بيتا شعريا للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري نظمه في رثاء شقيقه جعفر الذي استشهد خلال تظاهرات الاحتجاج على معاهدة بورث سمورث عام 1948، وأنشد فيه ( اخي جعفر ان وقع السنين علي غدت صدى مبهم .. أتعلم انت أم لا تعلم بان جراح الشهداء فم ). وواصل يقول : كنت اتمنى ان تنطق افواه هؤلاء ــ وقد أشار اليهم ــ لا شك انهم محتجون على غياب المعنيين الحزبيين عن سماع احتجاجهم وعن الاخطاء التي دفعت الملاكات والقواعد ثمنها بدءاً من واقعة الجبهة مع حزب البعث في السبعينات مرورا بالمشاركة في عملية سياسية كسيحة وانتهاء بالاصطفاف مع قوى اليمين تحت ذرائع غير مفهومة .
وبادر زائر اخر بالقول ( انني اشد المستغربين من اهمال هذا النشاط فقد غابت عنه وسائل اعلام الحزب الشيوعي كجريدة طريق الشعب وتقصدت حجب التغطية عنه، انه خطأ مهني لا يغتفر، لا سيما انه يتزامن مع مناسبة عزيزة يحتفل بها الحزب كل عام ) .
وكان الحزب قد احتفى بما اسماه يوم الشهيد الشيوعي الذي يصادف 14 شباط، السبت الماضي، وسط حضور غفير لم يلق فيه امين عام الحزب رائد فهمي كلمة .