ضمان استمرارية انتصار الانتفاضة
إن انتفاضة الشعب الإيراني التي انعكست عدم الرضا الشعبي عن الفقر والبطالة والغلاء الناجم عن التجاوزات المتزايدة على سبل العيش والحياة اليومية للشعب الايراني، سرعان ما اظهرت طابعها السياسي والثوري ورفضها التام لنظام الولي الفقيه بأسره.
وبشعارات “الموت لخامنئي،و الموت لروحاني” و “استحوا ايها الملالي واتركوا هذه البلاد”
تم استهدفت رأس النظام وحطمت هذه الشعارات كامل اركان الطغيان الديني في جميع أنحاء الوطن المحتل من قبل الملالي.
إن عاصفة الانتفاضات قد طوت وقلبت اوراق جميع السياسات و اصحاب نظريات الاسترضاء والتماشي و التحول والحوار والتفاهم مع الديكتاتورية الدينية والإرهابية التي تم إنتاجها وإعادة إنتاجها على مر السنين من أجل تبرير التعامل مع القتلة والمغتصبين الحاكمين في وطننا. وأثبتت الحالة الثورية التي يعيشها المجتمع الإيراني وضرورة الإطاحة بالنظام الديني وهو الحل الحقيقي والضروري الوحيد، الذي لخصته السيدة مريم رجوي اثناء المؤتمر العام للمقاومة الايرانية في يوليو الماضي قبل ستة اشهر:
” إن الإطاحة بهذا النظام أمر ضروري، والإطاحة بهذا النظام هي امر متاح ايضا، وهناك بديل ديمقراطي له “.
وفي الانتفاضة العارمة التي اندلعت في كانون الأول / ديسمبر 2017، والتي كان من الواضح أنها نتيجة صراع عنيد ولا يقبل المساومة بين الشعب الايراني والنظام الحاكم وخلافا لانتفاضات عام 2009، لم يكن هناك حضور لاي احد من الجناحين الحاكمين (المعتدل والمحافظ ).
جميع المراهنات على الاستقرار الداخلي ,القاعدة الاجتماعية والقوة الإقليمية للنظام وجميع المزاعم بتحسن الاوضاع بعد الاتفاق النووي وانكار جاهزية المجتمع الايراني للقيام بثورة لاسقاط النظام كلها انهارت على اعتاب هذه الانتفاضة ،وأعلن الشعب الإيراني وشبابه بأكبر قدر من الوضوح نهاية قصة الإصلاحي والاصولي في الفاشية الإجرامية الدينية.
هذا التضامن والوحدة الوطنية، تشكلت نتيجة الدور المبدع ووحدة جميع طبقات المجتمع الايراني بجميع اديانه وطوائفه وأجياله في وجه نظام ولاية الفقيه المعادي لايران, وأنكر تماما مؤامرات الملالي المدعين ان هذه الانتفاضة ستفضي الى الدمار والتجزئة والتفكك والحرب الاهلية وافقدها مصداقيتها تماما.
الحل لاستمرار الانتفاضة حتى الإطاحة بالنظام
الحل العملي للإطاحة بالنظام الحاكم في إيران هو في الخطوة الأولى يتمحور حول تنظيم الشعار المركزي للنضال.
ومن هنا دعت المقاومة الإيرانية والشبان والشابات والرجال الإيرانيين إلى إنشاء معاقل للعصيان في جميع أنحاء الوطن الأسير. السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية ، قالت في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية قبل ستة أشهر:
” اليوم، السؤال ليس ما إذا كانت ظروف حكومة ولاية الفقية مواتية للاطاحة بها أم لا؟ ولكن السؤال هو، ما الذي يمكن عمله لتحقيق هذا الهدف بشكل اسرع. جوابنا هو إنشاء واعداد 1000 أشرف. أي ألف مركز للعصيان والنضال ضد الاستبداد الديني “.
واضافت ” من اجل الوصول الى جمهورية حرة ومساواة، لا يمكننا انتظار حدوث معجزات او انتظار الصدف والحظ السعيد أن ياتي لصالح الشعب الايراني, كل القوة والطاقة تكمن في الشعب الإيراني وأبنائها الطلائعيين، وهذا بالطبع أكبر قوة في العالم.لذلك، يجب أن نتوقع كل شيء من أيدي وإرادة الشعب والمقاومة الإيرانية. هذا هو السبب في أننا يجب أن نبني 1000 أشرف. 1000 أشرف، يعني إعادة بناء القوى المقموعة، وجمع الفرق المنتاثرة والتي لا تعد ولا تحصى، والعقول والقلوب المتعلقة بهذا الأمل الحقيقي يجب ان تؤمن انه من الممكن اسقاط هذا الشيطان. من الممكن ويجب اسقاطه.”
1000 اشرف هو قوة ارادة شعبنا مع مقاومته المنظمة للوصول لاسقاط النظام
قبل سنتين وقبل خروج سكان أشرف من العراق كتب الكاتب العراقي الاستاد حامد الكيلاني في مقال له بعنوان« ألف ‘أشرف’ لإسقاط نظام ولاية الفقيه» قائلاً: ”زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، وفي مؤتمرها السنوي المنعقد مؤخرا بباريس، أكدت في أكثر من مرة على كلمة “ألف أشرف” في بداية كل فقرات خطابها، وهي تعني أن المقاومة مستمرة وأن معسكر أشرف تحول إلى ألف معسكر، في إشارة إلى السلوك المشين الذي تعرض له سكان المعسكر من قتل وتعذيب وإهانات بالغة على مرآى من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم“
الآن يبدو أن هذا التوجيه الذي كان يبدو حلما في الماضي في طريقه الى التحقق ويمكن التاكد من ذالك من خلال عجز خامنئي وروحاني واقرارهما بأن الانتفاضة الإيرانية كانت منظمة من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتحت اشرافهم و قيادتهم، كما يمكن فهمه بسهولة من خلال الرسائل التي ترسلها نواة المقاومة الإيرانية استجابة لنداء قائد المقاومة الايرانية.
هذه النواة التي اختارت لنفسها عددا محددا من نواة المقاومة. وهو العدد الذي بدأ من أشرف واحد لن ينتهي بأشرف رقم 1000،لأن هذا العدد ينطوي على عدد لا يعد ولا يحصى. فالويل كل الويل للملالي.