اضطلع الرئيس جلال الطالباني بدور إيجابي لا يُستهان به داخل العملية السياسية التي شهدها العراق بعد عام 2003 بحكم تسنّمه لمنصب رئاسة الجمهورية حيث لعب من خلال هذا المركز المهم دور إطفائي الحرائق في عدّة أزمات سياسية نشبت في البلاد قسم منها كان حلفاؤه الأكراد الطرف الرئيس فيها ورغم ذلك آثر الركون إلى عراقيّته ونهجه العقلاني البرغماتي السمح وحال دون استفحال أزمة كادت أن تعصف بالعملية السياسية.. طبعاً مقتضى الحال يحتّم علينا أن لا نقع في مطب المغالاة ونقولها إنه استطاع حلحلة جميع الأزمات فذلك مما لا يمكن تصوره في ضوء التناقضات الكبيرة التي نجمت عن وضع قائم بُني على مبدأ التقاسم الذي سُمّي حيناً بالمحاصصة وآخر بالتوافق وأخيراً أطلق عليه الجماعة تسمية الشراكة وهكذا!! المهم الرجل أُصيب قبل أكثر من ثلاثة أشهر بجلطة دماغية أبعدته عن المعترك السياسي وعراكه المستمر! المصيبة لم نعد نسمع شيئاً عن فخامة الرئيس رغم مرور حوالي 100 يوم على إصابته بمرضه المؤسف فبحلول يوم غد الخميس 28 آذار تكون قد مرّت 100 يوم على إصابة رئيس الجمهورية جلال الطالباني بجلطة دماغية لم يُعلن حتى الآن رسمياً ما إذا كان قد شُفي منها أو إنه مازال فاقداً للوعي كما كان عندما نُقل إلى مستشفى مدينة الطب ببغداد. وكان بيان رسمي قد أعلن يوم 17 كانون الأول 2012 أن رئيس الجمهورية أُصيب بجلطة دماغية وأنه تعرّض لوعكة صحية بفعل الإرهاق والتعب، نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات الخاصة في بغداد للسيطرة على وضعه الصحي، تحت إشراف طبّي متخصص، وبعد ثلاثة أيام أي في يوم 20 كانون الأول قام أطباء ألمان أستُقدموا على عجل بنقل الرئيس طالباني إلى ألمانيا حيث أُدخل إلى أحد المستشفيات الكبيرة هناك ولم يصدر ما يوضّح بالضبط حالته الصحية وبات السياسيون العراقيون في حيرة من أمرهم بعد أن أُضيفت أزمة الرئاسة إلى سلسلة الأزمات والصراعات التي توشك أن تدمّر البلاد. والآن وين صفه الدهر بمام جلال ولماذا بقي منصب رئيس الجمهورية شاغراً كل هذه المدة رغم الحاجة الماسة له في ظل وضع سياسي مأزوم؟ فلا أدري هل يعتقد السياسيون لدينا بثمة أمل تجعل مام جلال في وارد القدرة على العودة لممارسة عمله إذا أخذنا بنظر الاعتبار بلوغه من العمر عتياً وتعقيد حالته الصحية.. الموضوع كما أعتقد بحاجة إلى وقفة جادّة فهو لا يحتمل الانتظار أكثر وعلى الإخوة في التحالف الكردستاني استيعاب ذلك ويمكنهم ترشيح بديل مناسب لمام جلال مع الاحتفاظ باعتزازنا بالأستاذ الطالباني ومحبتنا لشخصيّته العذبة.