18 ديسمبر، 2024 10:46 م

10 تشرين صفعة شعب للسياسيين!!

10 تشرين صفعة شعب للسياسيين!!

بغض النظر عن النسبة التي ستعلنها مفوضية الانتخابات عن نسبة المشاركة في الانتخابات ، فان واقع الحال الملموس للقاصي والداني هو انها وكما وصفها احد المراقبين الدوليين هزيلة وضئيلة وقد لا تتجاوز الـ20% او اكثر بقليل في احسن الاحوال .. وهو ما يشكل صفعة قوية ثانية يوجهها الشعب المضحي الصابر لجميع الكتل والاحزاب السياسية بمختلف مسمياتها من دون استثناء .. معطيات كثيرة ومراقبون دوليون ومحليون واعلاميون ومراكز ابحاث اشروا انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات المبكرة ووصفوها برسالة شعبية لاحزاب السلطة عسى ان يفهموها جيداً . فقد قالت احدى الصحفيات انها لم تشاهد سوى اربعة مواطنين حضروا للمركز الانتخابي خلال اربع ساعات وتم نشر تغريدة لصحفية في BBc تقول ترجمتها انهم كانوا ينتظرون قرابة 412 ناخب في هذه الغرفة غير ان عدد المصوتين لم يتجاوز الـ 72 شخص معظمهم من كبار السن انها كارثة !! وفي المناطق تم الايعاز الى الجوامع والحسينيات للتكبير وحث المواطنين على التوجه لمراكز الاقتراع كما ان قامت سيارات بمكبرات صوت في عدد من مناطق بغداد تدعو المواطنين الى الادلاء باصواتهم .. المهم شواهد كثيرة تؤكد ضعف نسبة المشاركة ومع ذلك فاننا نتوقع ان تعلن مفوضية الانتخابات نسب مشاركة متفق عليها وستوافق عليها بلا سخارات ممثلة الامم المتحدة في العراق التي لم تنصف الشعب في تقاريرها المنحازة لاحزاب السلطة .. ومع ذلك فان قناعة الشعب بانه هو الذي انتصر على الفاسدين الفاشلين وبان ما حصل خطوة باتجاه تطهير العراق ممن نهب خيراته ودمر كل شيء فيه وحول الوطن الى ارض خراب تئن من مقابر الشهداء وصرخات اليتامى والفقراء .. وبحسب تقرير صحفي فان نتائج الانتخابات ونسب المشاركة المتدنية انتصار الى تشرين الانتقاضة الممثلة لتطلعات غالبية الشعب .. كلنا ثقة بان التشرينين ومعهم كل الشخصيات والقوى الوطنية لديهم خطوات اخرى باتجاه تعرية وفضح اساليب احزاب السلطة وتلاعبها وتحرك البعض مبكراً بعد اغلاق صناديق الاقتراع لمخاطبة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ومنظمات دولية ، للوقوف مع ارادة الشعب الرافض لاستمرار هيمنة وتسلط احزاب الدمار والفساد والقتل وانتهاك الحقوق والدعوة لتشكيل حكومة انقاذ وطني مهمتها الاعداد لانتخابات شفافة حقاً واعادة كتابة الدستور ومحاكمة اللصوص واسعادة اموال العراق المنهوبة ..
لن نكون حالمين ونتوقع استجابة دولية سريعة سواء من الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي ففي عالم تحكمه المصالح قبل المباديء لابد من ايجاد وسائل ضغط على المجتمع الدولي تدفعه كخطوة اولى للاستماع الى صوت المعارضة الوطنية الحقيقية للعملية السياسية المحاصصاتية واولها تفعيل دور منظمات حقوق الانسان في العالم اجمع واستثمار تواجد عراقيين مؤثرين بالخارج ..
لن تتنازل احزاب السلطة بسهولة ولن تتخلى عن مصالحها ولا ( تنطيها ) بالطرق الديمقراطية هذه حقيقة يجب ان نعرفها لذا لابد من استمرار تصعيد وسائل الاحتجاج الجماهيري وان نعد العدة لتحرك شعبي واسع وضاغط محلياً وعربياً ودولياً ..
وفي كل الاحوال فان احزاب السلطة تعرف قبل غيرها وبالتفصيل نسبة المشاركة الحقيقية وبانها مرفوضة شعبيا وبان العراقيين وجهوا اليها صفعة قوية وبانهم قلقون مهما حاولوا ان يظهروا انفسهم انهم متزنين ، فالشعب قال لا لا للاحزاب الفاسدة ولا تراجع وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .