19 ديسمبر، 2024 2:06 ص

?21/أذار.. تعويذة اوراق الخس.. والحج.. عند زقورة اور.

?21/أذار.. تعويذة اوراق الخس.. والحج.. عند زقورة اور.

المرحوم.. عباس باجي الغزي
قبس من ذكرى بعيده …. ليوم 21 اذار.. ليلة الدخول …..
في طفولتي المبكره … كان الحدث الأهم العيدين ( الفطر والاضحى ) ..ويوم الدخول ..
واذا كان حد معرفتي ان عيد الاضحى ..يو م الحج ونحر الذبائح … وعيد رمضان هو ( الريوك ) مع والدي بعد انقطاع شهر .. ال ان (الدخول )بقي مبهم لدي لسنوات اخرى لا حقه .
في تلك الليلة ..تعلق والدتي وريقات الخس .. بعدد افراد الأسرة ..في مكان عالي ..قريب من سقف الغرفة .. وريقات خضر طرية …. يقف حائلا امام شهيتي لقضمها ذلك التحذير من الوالدة من ان هذا الورقه هي روحك التي نرجو من الله ان تبقى خضراء طرية لعام قادم .. كان ممارسه مقدسة لدخول عام جديد. بينما يستعد زاير باجي مع معاونية لديمومة تجهيز القاطرات.. واهل اور بالماء القادم من الناصرية بالانبوب الحديدي الذي أنشأه الانكليز.
في صباح اليوم التالي تتحرك اغلب عوائل محطة قطار اور الى التل …
على مسافة 3 كم حيث زقورة اور الخالدة ..حاملين معهم ما توفر للغداء …مع قرب الماء … ليس هناك لا ماء ولا خضرة ( والى يومنا هذا ) … الا ان هناك عشق ابدي عند هولاء الناس ..شب مع صباهم .. حيث تكحل عيوننا كل يوم ….وقد ولدنا عند أقدامه في محطة القطارات ….ونحن ننظر من بعيد الى ذلك الصرح .
كان الاكثر مثار للقلق عند الحاج حسين عبود (صديق والدي )حارس الاثار العتيد ومساعده ابن شقيقه نايف انعيس عبود هو انتشار الاطفال حيث الحفر العميقه وعدم السيطره عليهم ويشكل خطرا انهيار احد السراديب .. يطلق الحاج حسين بين فترة واخرى طلقات تحذيرية من بندقيته الانجليزية القديمة نمره 3 .
جاءت طفله بالعاشرة مذعورة وهي تقول انها شاهدت طنطل يلبس دشداشه جينكو … خارجا من مقرة الملكه شبعاد … تجمع الناس وكانت فرصه للحاج حسين ان يلقي كلمة يحذر بها من الطناطل ..وان هناك اكثرمن طنطل !!!!
بعد عدة ايام جاءنا الحاج حسين زائرا شاهدته يجلس مع والدي في ( الديوانية ) …. وهو يتحدث ضاحكا عن الطنطل المزعوم وكانت حيلة لتخويف هولاء الملايجه) …
رحم الله والدي ووالدتي والحاج حسين ونايف انعيس … والبركه بالاخ والصديق حارس الاثار الحالي حفيد تلك الأسرة التي توالت … ضابف نايف انعيس عبود..

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات