18 ديسمبر، 2024 7:01 م

نصائح تكنوقراطية… لتجنب حرائق الماس الكهربائية

نصائح تكنوقراطية… لتجنب حرائق الماس الكهربائية

نظراً لاقتراب موسم الصيف حيث تصل الحرارة إلى ما فوق درجة الخمسين، يجب أن ننشر في الصحافة مبكراً النصائح والإرشادات الفنية التكنوقراطية، من أجل تجنّب حالات الحرائق الكهربائية في البيوت أو الشوارع أو السيارات الراجلة أو المتوقفة عند منتصف الليل.

تنبع أهمية هذه النصائح من تكرّر وقوع حوادث الماس الكهربائي، ففي الأسبوعين الماضيين تعرّضت سيارتا نائب سابق، وناشطة حقوقية، للحريق فجراً؛ بسبب ماس كهربائي، فضلاً عن ماسٍ ثالثٍ أتى على سيارة رئيس الاتحاد العام لنقابات البحرين السابق، إلى جانب تكسير سيارة ابنه. وإذا أضفنا تعرّض أعداد أخرى من السيارات للحريق بالشوارع العامة، يصبح من المهم بحث هذه الظاهرة الكهرومغناطيسية لتجنّب الآثار السلبية على الفرد والمجتمع والاقتصاد الوطني.

خبراء الميكانيكا توقّفوا أمام ظاهرة احتراق السيارات وهي في حالة توقف تام عن الحركة، وشاركهم الرأي الفنيون الكهربائيون، من حيث صعوبة حدوث ماس كهربائي والسيارة لا تعمل، لكنهم قالوا من باب التواضع العلمي: كل شيء جائز في هذا الزمان، فربما تنطلق تيارات كهربائية في جسم السيارة حتى وهي لا تشتغل.

ما عجز عن تفسيره خبراء الكهرباء والميكانيكا، قدّم له علماء الفلك تفسيراً علمياً، حيث أرجعوا هذه الحوادث إلى انتشار الأيونات السالبة الناشئة عن أشعة الشمس فوق البنفسجية في الفضاء، والتي تظل تتدفق على الأرض ويجري تخزينها تحت طبقات الغلاف الجوي طوال النهار، ومن ثم تبدأ تتفاعل مع غازات الهيدروجين والنيتروجين والهيليوم عند منتصف الليل، فتنفجر داخل السيارات كشرارات متطايرة، تماماً كما يحدث في ظاهرة الشهب المتطايرة أو المذنبات.

خبراء البيئة والأرصاد الجوية كان لهم تفسيرٌ آخر، وهو أنه مع اقتراب الانقلاب الصيفي، ودخول نجم سهيل في درب التبانة، واقتران الدلو بالجدي، فإن الكوكب (الأرض) سيشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، بدءًا من أول مايو الجاري حتى نهاية العام2017. ويرجعون السبب إلى انحسار طبقة الجليد من القطب الشمالي وارتفاع نسبة الملوحة في البحار والمحيطات، ما يؤدي إلى ارتفاع الأيونات السالبة في الجو، وبالتالي اندلاع هذه الحرائق بالسيارات.

أما من الناحية التقنية، فيرجع خبراء البترول والمعادن المشكلة إلى النفط أكثر منه إلى الكهرباء أو الميكانيكا، باعتباره مركباً عضوياً، تكوّن عبر آلاف السنين نتيجة تفاعل الفضلات وتخمّر أوراق وجذوع الأشجار وتعفنّها في باطن الأرض، ونتيجة هذا التفاعل الطويل الأمد نتج البترول. والعملية نفسها -كما يقولون- تحدث في باطن السيارات، حيث يظل البترول يتفاعل عضوياً طوال الليل، حتى يصل إلى درجة من التأكسد التي تنتهي بإطلاق شرارةٍ قويةٍ تضرب الأسلاك الكهربائية وتتسبب باحتراق السيارات. وهو تفسيرٌ بيولوجي يرتبط بالجينات الوراثية، أقنع الكثير من المراقبين الدوليين.

وانطلاقاً من ذلك، يقدّم الخبراء عدداً من التوصيات والنصائح لتجنب احتراق السيارات وهي متوقفة عن العمل في وقت متأخر من الليل. الأولى عدم ترك السيارة قريباً من الأسلاك والتوصيلات الكهربائية الخارجية، مثل أعمدة الإنارة أو المصابيح الليلية، تجنباً لانتقال التيارات الكهربائية عبر الهواء إليها.

ثانياً: تجنب تعرّض السيارة لأشعة الشمس في النهار، لئلا تعمل على تخزينها نهاراً، وبالتالي انطلاق الأيونات من داخلها بعد منتصف الليل فتحرقها.

ثالثاً: ومن الناحية البيئية، وبما أن الكوكب مقبل على ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وانحسار طبقة الجليد وارتفاع نسبة الملوحة في البحر، فيجب أن يعمل السائق على مراقبة سيارته كل يوم، لضمان عدم حدوث نقص في الماء أو البترول، أو حتى حدوث خلل في مكيف الهواء، لضمان الابتعاد عن الشحنات الأيونية المتدفقة في الهواء!

أخيراً، وأخذاً بالنصيحة من وجهة نظر خبراء النفط والطاقة الذرية، يجب عدم ملء خزان السيارة بالوقود بالكامل، فيكفي أن (تترس) الخزان بمبلغ دينار واحد فقط كلما فرغ، وهي طريقة مفيدة أيضاً لتوفير الفلوس!

مع تمنياتنا لكم جميعاً بدوام الصحة والعافية، والنجاة من النار في الآخرة ومن حرائق السيارات في الدنيا، وكتب الله لكم السلامة في اليقظة والمنام.
نقلا عن الوسط