18 ديسمبر، 2024 5:55 م

المساواة بين الجنسين عاملاً يدفع عجلة التقدم لتحقيق الكرامة

المساواة بين الجنسين عاملاً يدفع عجلة التقدم لتحقيق الكرامة

«ليس تاريخ نضال المرأة في سبيل المساواة حكراً على المدافعات عن حقوق المرأة، بل إنه تاريخ جميع الرجال والنساء الذين يناضلون معاً من أجل تأكيد حقوق الإنسان». يمثل هذا القول للمناضلة غلوريا ستاينم شاهداً على الطابع العالمي للنضال من أجل حقوق المرأة، وإننا نُعيد كل عام، في الثامن من مارس، تأكيد التزامنا بالمساواة بين الجنسين بوصفها عاملاً يدفع عجلة التقدم نحو تحقيق الكرامة للجميع.

فإن أوجه اللامساواة بين الرجل والمرأة تسيء إلى المجتمعات على كل مستويات التنمية. وتؤدي مظاهر العنف والظلم والصور النمطية التي تسبب المعاناة لأعداد ضخمة من النساء في حياتهن الشخصية أو المهنية، إلى إضعاف المجتمع بأكمله وحرمانه من إمكانات هائلة من حيث الإبداع والقوة والثقة بالمستقبل. وفي الوقت الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة خطة طموحة للتنمية المستدامة حتى العام 2030، يُمثل تمكين الفتيات والنساء على نحو كامل عاملاً من أقوى العوامل التي تمتلكها البشرية لدفع عجلة التنمية. فلنتجرأ على تحرير هذا العامل تحريراً كاملاً.

ويمثل هذا الأمر مسألة مبدأ ومسألة حسّ سليم: فمن مصلحة كل البشر تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة على مستويات المجتمع كافة، أي في الحقول الزراعية وعلى مقاعد المجالس البرلمانية، وفي مجالس الشركات وفي شوارع مدننا على حد سواء. فالنساء الريفيات مسئولات مباشرة عن نصف إنتاج الغذاء في العالم، وهنَّ اللواتي يدرن ويجمعن الموارد الطبيعية في المقام الأول. ويقع 90 في المئة من حالات الاغتصاب في العالم على وجه التحديد عندما تكون النساء في طريقهن إلى جلب الماء أو جمع الحطب للتدفئة. وثلثا الأميين الكبار في العالم هم من النساء. ويعاني ثلث النساء العنفَ الجسدي في نطاق حياتهن الخاصة، ويَثبت في كل مكان من العالم أن هناك فرقاً في الأجور بين الرجال والنساء في الحالات التي تتساوى فيها أعمالهم وكفاءتهم.

ويجب على المرأة أن تُمارس حرياتها وأن تكون قادرة على إجراء خيارات خاصة ﺑﻬا، وأن تمتلك زمام السيطرة على جسدها وحياتها، وأن تشارك في القرارات التي تُحدد مسيرة المجتمعات، بالتساوي مع الرجل. وثمة رجال ونساء في كل مكان يسعون بالتزام من أجل تغيير الأمور، وكشف مظاهر التمييز، والمطالبة بالمساواة الحقيقية، ويجب علينا مساندتهم ومواكبتهم في مساعيهم. ويقوم أول عامل من عوامل التغيير، في نظر اليونسكو، على التعليم والتدريب وعلى الإمكانية التي تتاح لجميع الفتيات والنساء لكي يسعين إلى تحقيق مسيرات مهنية في مجالات البحث والسياسة والثقافة. وتكمن المساواة أيضاً في محاربة الأحكام المسبقة في وسائل الإعلام وفي مجال التمثيل الجماعي، وذلك من خلال إبراز

ما تضطلع به النساء من أدوار بوصفهن متخصصات في العلوم أو فنانات أو سياسيات يسهمن في تقدم البشرية في جميع المجالات. وبمناسبة الاحتفال بهذا اليوم الدولي للمرأة في العام 2017، أناشد الدول الأعضاء السعي بالتزام من أجل إنفاذ حقوق المرأة، والإسهام بذلك في ضمان قدر أكبر من الحقوق والكرامة للجميع.

نقلا عن صحيفة الوسط البحرينية