17 نوفمبر، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

الحد من كمية المياه العادمة يعزز النمو المستدام

الحد من كمية المياه العادمة يعزز النمو المستدام

يؤدي معظم الأنشطة البشرية إلى طرح مياه عادمة، ويُطرح ما يزيد على 80 في المئة من مياه العالم العادمة في البيئة بدون معالجة، ولا يمكن لهذا الأمر أن يتواصل. وهذه هي الرسالة التي يرمي تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية لعام 2017 إلى تبليغها. ولا تقتصر فوائد الحدّ من كمية المياه العادمة غير المعالجة التي تُصرف في البيئة الطبيعية على إنقاذ الأرواح وتعزيز النُظم الإيكولوجية السليمة، بل يمكن أن يساعد هذا الأمر أيضاً على تعزيز النمو المستدام.

وتندرج إمكانية الحصول على المياه المأمونة الصالحة للشرب، وإمكانية الانتفاع بخدمات الصرف الصحي، في عِداد الأمور الضرورية لإعمال حقوق الإنسان وصون كرامته، وتمكين الناس كافة من البقاء، رجالاً ونساءً، في جميع أرجاء العالم، ولا سيّما الفئات الأشد حرماناً؛ وكذلك في عِداد الأمور الضرورية للمضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تشكّل قضايا المياه حلقة الوصل بين أهدافها السبعة عشر جميعها وما تشتمل عليه من غايات مترابطة.

وقد تكون المياه العادمة مصدراً آخر للمياه يمكن الاعتماد عليه في ظل تزايد الطلب على المياه.

ويقتضي هذا الأمر الانتقال من نهج «معالجة المياه العادمة من أجل التخلص منها» الى نهج «الحدّ من المياه العادمة، ومعالجتها من أجل إعادة استخدامها وإعادﺗﻬا إلى الدورة الطبيعية للمياه واستخلاص الموارد منها». وينبغي للإنسان أن يتوقف عن اعتبار المياه العادمة مشكلة، بل ينبغي له أن يعتبرها جزءاً من الحل المنشود للمصاعب التي تواجهها كل اﻟﻤﺠتمعات. ويمكن أن تكون المياه العادمة المعالجة مصدراً آخر للمياه مجدياً من حيث الكلفة ومستداماً وآمناً، ويمكن الاعتماد عليه لأغراض متنوعة تضم استخدامه للريّ والصناعة والشرب، ولا سيّما في ظل شحّ المياه. ولذلك يتعين علينا تغيير العقليات وتوعية الناس، ومضاعفة الجهود المبذولة من أجل التعريف بمنافع إعادة استخدام المياه العادمة.

ولا بدّ لنا من تحسين إدارة المياه العادمة ووضعها في صميم «اقتصاد دائري» يوازن بين التنمية وحماية الموارد الطبيعية واستخدامها بطريقة مستدامة. ويعود هذا الأمر بفوائد كبيرة ومنافع عميمة تضم الإمداد بالغذاء والطاقة، والتخفيف من وطأة عواقب تغير المناخ.

وتعمل اليونسكو، بصفتها وكالة الأمم المتحدة المعنية بعلوم المياه وبالتعليم في مجال المياه، على كل المستويات من أجل بلوغ الغايات المنشودة فيما يخص المياه. وتضطلع اليونسكو بعملها في هذا اﻟﻤﺠال في المقام الأول عن طريق البرنامج الهيدرولوجي الدولي وشبكته المكونة من لجان وطنية ومراكز متخصصة وكراسٍ جامعية. ويزود برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية الحكومات واﻟﻤﺠتمع الدولي بمعلومات مفيدة للسياسات بشأن أحدث المبتكرات المتعلقة بموارد المياه العذبة في جميع أرجاء العالم، ويعمل على ابتكار تقنيات جديدة لرصد الأمور الخاصة بالمياه بطريقة تراعي قضايا الجنسين.

وستكون هذه العناصر كلها عوامل ضرورية لنجاح خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ويجب علينا، في ظل تزايد الطلب على المياه وتفاقم المخاطر المحدقة بالموارد الطبيعية المحدودة من جرّاء الاستغلال الجائر والتلوث وتغير المناخ، ألا نتجاهل الفرص التي يتيحها لنا تحسين إدارة المياه العادمة.

فلا يسعنا في هذه الظروف أن نَعدَم المياه العادمة. وهذه هي الرسالة التي تودّ اليونسكو تبليغها اليوم.

نقلا عن الوسط

أحدث المقالات