يستغلّون اسم الدّين أسوأ استغلال، ويتغلغلون بين شبّاننا بمكرٍ ودهاء وباسم الدين أيضاً. اختلفت الملل ولم يختلف الاستغلال، وكلّهم يصبّون تحت اسم واحد وهو الإرهاب، إرهاب الفكر والعقيدة والنّاس!
ما حدث في البرلمان البريطاني من قتلٍ بشعٍ وهدرٍ للدماء باسم الدين الإسلامي، لم يحتج إلى 100 إرهابي، بل احتاج إلى غسل مخ شاب واحد فقط، ليحرّكوه كالأنعام ليقتل الأبرياء، فالاستغناء عنه بسيطٌ جداً، لأنّه لم يحترم عقله، ولكنّه مشى على سلك هؤلاء البربر المرتزقة، الذين استغلّوا الدين من أجل مآرب أخرى.
إرهابي واحد دهس وقتل خمسة والعشرات في حالة حرجة، ومن ثمّ توجّه إلى مبنى البرلمان وطعن الحارس وقتله. من هو هذا الذي قتل باسم ديننا وشوّه سمعتنا وبعضنا يُصفّق له باسم الدين والدين براء منه؟
هو ذاك الإرهابي الذي استمع لإرهابي أكبر منه، فغسل مخّه وعقله وبصيرته، وهو نفسه الذي شوّه اسمنا في الخارج، ومن بعده نعلم بأنّنا سنُعاقب على أمرٍ شنيعٍ نحن أوّل الرافضين له! كيف يُعقل بنا القبول بأن يتم التغرير بشبابنا بهذه الطريقة؟ ولماذا 10 إرهابيين في العالم يؤثّرون على المليار البقيّة؟ فصورتنا اليوم أمام الجميع بأنّنا ندعو إلى الإرهاب مادمنا مسلمين للأسف الشديد!
نعم نحن مسلمون، ولكن بعضنا يحمل الاسلام بالإسم فقط، إذ لا يؤدّي أي ركن، ونحن مسلمون ولكن إسلامنا ليس تطرّفاً ولا كراهية. نعم نحن مسلمون، ولكنّنا نحارب هؤلاء، وفي الأخير نحن نخسر وهؤلاء البربر ينجحون بتطرّفهم.
من يستطيع إيقافهم؟ لا أحد يعرفهم، فهم يُخبّئون التطرّف حتى نظنّهم من أهل اليسار، لا والله لا نستطيع معرفتهم إلاّ من أشكالهم، وأشكالهم تخفى على الجميع حالياً حتّى يستطيعوا الوصول إلى مآربهم النتنة في إرهاب العالم، وإرهاب العالم يعني إرهابنا نحن أيضاً، ولكنّنا لا نخاف منهم وعندنا الله الحافظ، ولا نخشاهم وعندنا الحق وهم عندهم الباطل.
هم عندهم الباطل لأنّهم يقتلون الأنفس البريئة التي حرّم الله قتلها، وهم عندهم الباطل لأنّهم أوّلوا آيات الله وحرّفوا كلماته، وهم عندهم الباطل لأنّهم شوّهوا دين محمّد الذي يدعو إلى السلام والأمان.
الإرهاب البشع باسم الدين ودعاة التأسلم سنحاربهم بإذن الله، ومحاربتهم تتم بالوقاية منهم، ففي كل دولة مسلمة لابد أن نراقب بيوت الله، فللأسف منها يخرج هؤلاء ويتقوّلون على الله، وأيضاً لابد من وقاية شبابنا منهم، فلا إفراط ولا تفريط، ولو بدأنا ببيوت الله ونظّفناها من مكرهم وشرورهم وتطرّفهم نعلم بأنّ الدول ستنعم بالأمن والأمان، وحفظنا الله من إرهاب الإرهابيين ومكر الماكرين الحاقدين، وأبعدنا عن سمّهم القاتل.
تذكّروا ولا تنسوا بأنّ 19 شخصاً غيّروا مجرى التاريخ، وحصروا العرب المسلمين في زاوية الإرهاب، فهل لهؤلاء دين؟ وصدق شاعرنا العظيم أحمد شوقي عندما قال: مُخطيء من ظنّ يوماً… أنّ للثعلبِ دينا! وجمعة مباركة.
نقلا عن الوسط