كان مجتمعنا العربي يعرف منذ القدم بالتعايش وقبول الاخر طوال القرون العديدة الماضية ليبدو مجتمعنا متماسكاً نوعاً ما، وبقي الوضع شاكلة حتى نهاية القرن العشرين وما ان اطل القرن الواحد والعشرين بتقنياته الحديثة والقفزة النوعية بمجال الميديا اي الاعلام لا سيما المرئي منه حتى بدأ يظهر على سطح المشهد العربي اناس يحاولون من خلال وسائل الاعلام هذه فرض افكارهم بعيداً عن المهنية والحيادية وبعيدة كل البعد عن المنطق الاخلاقي الذي من المفترض ان تتمتع به تلك الوسائل لتأتي برسائل سلبية دعت من خلالها الى فرض الاخر والتهجم علية وتفكيره حتى في بعض الاحيان، ووصل الامر ببعض وسائل الاعلام تلك عبر شخوص مجندين لغايات لا يعرفها الا الله والراسخون في العلم واصحاب الفضائيات المؤبوة، تنادي بإلغاء الاخر واشعال فتيل الصراع الطائفي ولدينا امثلة عديدة لما يحصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وغيرها من الدول بما وصل فية الحال الى شبه فتنة داخلية احرقت الاخضر واليابس كما في سوريا وليبيا واجزاء من مدن العراق .
وكما نعرف أن الاعلام له دور كبير في احداث اليوم فهو الذي ينقل تلك الاحداث من حولنا لكن ليس بالطريقة التي تعمل عليها ما تدعى بقنوات الفتنة ووسائل الفتنة الاعلامية والمتتبع للاحداث يرى في كثرة القنوات الفضائية التي لا نفع للبعض منها سوى ان وجودها يصعد السجال الطائفي والقومي المتشنج بين مختلف القوميات والمذاهب والطوائف في هذه البلاد او تلك .
ان اغلب هذه القنوات تعود الى رجال اعمال والمنتفعين من الذين ترابطهم ايضا مصالح مع بعض رجال السياسة والحكومات، حيث وجد الاعلام العربي غالباً مكانة تحت ظل هذه الاحداث والمتغيرات ومايفسر حالة الارتباك والتخبط وفقدان التوازن الذي وجد الاعلام العربي عموماً نفسه عليها خلال الاحداث والمتغيرات التي تمر بعا البلدان العربية خلال السنوات الاخيرة الماضية ولغاية الان .
وفي السابق قال هتلر: “لقد أوصلتني الدعاية الى الحكم وبالدعاية حافظنا على مراكزنا وبها سوف نستطيع غزو العالم كله” .
وهذا ربما يكون ماحصل في مدينة الموصل العراقية خلال حزيران من عام 2014 وما سبقها من تداعيات واحداث اسقطت أعلاميا الجيش العراقي الذي أخذ البعض من منابر الاعلام المأجورة تلك منصة له للتحريض ودعم المجاميع الأرهابية من تنظيم داعش وغيرها سابقاً، فكان له دور فيما حصل بعدها من ضياع للموصل ومناطق اخرى من البلاد والتي استطاع العراق بقواته الأمنية والقوات الرديفة له أستعادة العديد من تلك المناطق ليتبقى القليل امام دحر داعش نهائياً .
وبالعودة الى وسائل الاعلام المحرضة على الفرقة والعنف نجد أنه لعب دوراً مسانداً وداعماً لهذه المجاميع الارهابية عن طريق شاشاته لتحقيق أهداف خاصة بعيدة عن مصلحة الوطن والمواطن، وان اللغة التي تستخدمها بعض الفضائيات المتخصصة بالأخبار المحلية منها والعربية هي لغة القتل والدمار والترهيب وهي لغة دخيله على الاعلام، ولا حظنا من بعض مقدمي البرامج السياسية في تلك المحطات إنحيازهم للمجاميع الارهابية وتعظيمها وتهويلها مستخدمين مصادر أخبارية إرهابية كاذبة ومفبركة، وهنا لا يمكن ابداً السكوت على هذا الامر لأنه اسس لإعلام رخيص ومخالف للمعايير المهنية لكنه مؤثر بنفس الوقت !!.
اما كيف أثرت على المتلقي ذاته وسط ما يدور به من أحداث فنحتاج هنا الى مختصين سايكولوجين ليشرحوا لنا ذلك، لكنها في النهاية رسائل إعلامية غير حقيقية ومع تدفق الاخبار والتطورات بمرور الزمن تبلورت فكرة النهائية لدى المتتبع لهذه المحطات الفضائية بأنها تعد تلك الاجهزة الظهيرة والمساندة للارهاب والتي تحمل نهج داعش بصور وعناوين مغايرة .
ومنها فضائيات تحاول دس السم في نسيج المجتمع العراقي والسوري وماهي ألا شكل من أشكال الاعلام الخبيث والخطر المحشو بالكذب والافتراء، اعلام يبتز الاديان والقوميات والطوائف في بلداننا العربية .
لتبقى المشكلة اليوم ان الاعلام بغالبيته يبتعد عن الانصاف والحيادية، لان بعضها يكون مملوكاً للسياسيين الذين يمثلون وجهات نظر سياساتهم واحزابهم ومن يمولهم على حساب الحقيقة والاعتدال .
ومنها فضائيات تحاول دس السم في نسيج المجتمع العراقي والسوري وماهي ألا شكل من أشكال الاعلام الخبيث والخطر المحشو بالكذب والافتراء، اعلام يبتز الاديان والقوميات والطوائف في بلداننا العربية .
لتبقى المشكلة اليوم ان الاعلام بغالبيته يبتعد عن الانصاف والحيادية، لان بعضها يكون مملوكاً للسياسيين الذين يمثلون وجهات نظر سياساتهم واحزابهم ومن يمولهم على حساب الحقيقة والاعتدال .