18 ديسمبر، 2024 6:56 م

‏التطابق في الخطاب بين المرجعية الدينية العُليا وخطاب السيد مقتدى الصدر..

‏التطابق في الخطاب بين المرجعية الدينية العُليا وخطاب السيد مقتدى الصدر..

من خلال متابعتي للخطابات الدينية او السياسية في العراق اجد تطابقا واضحا وتناغما ملحوظا يصل الى درجة التماهي بين خطاب المرجعية العُليا وخطاب السيد مقتدى الصدر.
فالصدر ومنذ زمن بعيد كان يؤكد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وعدم زج العناوين الجهادية بالميدان السياسي، وكان ومازال مستمرا بالمطالبة بمحاربة الفساد وتقديم المفسدين للقضاء، ولكن دعوات الرجل لم تجد لها اذانا صاغية.
واليوم جاء خطاب المرجعية الدينية العُليا ليعطي خارطة طريق واضحة في هذا الموضوع ويعالج النقاط المهمة المُختلف عليها بين الفرقاء والتي من اهمها العمل على حصر السلاح بيد الدولة وعدم زج العناوين الجهادية بالعمل السياسي حفاظا على هيبة هذه العناوين اضافة الى التاكيد على ان المعركة القادمة ستكون ضد الفساد والتي لاتقل اهمية عن المعركة مع الارهاب .
وبنظرة حيادية لهذه النقاط نجدها تتطابق تماما مع متبنيات السيد الصدر مما يعني انهما يمثلان جهة واحدة تعمل على ترسيخ مفهوم بناء الدولة وثقافة المواطنة والمساواة .
كما تطرقت المرجعية بخطابها الاخير الى ان النصر على داعش لم يكن ليتحقق لولا الاستجابة الكبيرة لفتوى الجهاد الكفائي وانه لافضل لأحد بهذا الانتصار غير العراقيين وفي مقدمتهم الشهداء الابرار، وفي هذه النقطة لم يبتعد الخطاب كثيرا عن تقييم السيد الصدر لما تحقق وكيف وبمَ .
خطاب المرجعية اليوم يمكن ان يكون نقطة انطلاق لعراق مابعد داعش ويبقى السؤال الاهم هل ستلتزم الاطراف العراقية الفاعلة بتوجيهات المرجعية ام سنسمع خطابات مختلفة عنها وإلتفاف على كلامها وتحريفه او تفسيره حسب الاهواء والمصالح السياسية ؟
هذا ماستكشفه لنا الايام القادمة ..