18 ديسمبر، 2024 7:59 م

خط احمر هو مصطلح لهُ تعبيرات وأبعاد أخرى غير التي نعرفها وتدل على الإنذار بخطر قادم أو على وشك الحدوث ،
‎هي تسمية تم تداولها في الشارع العراقي في الآونة الآخيرة ..
‎وقد تم إطلاق هذا المُسمى على شخصيات سياسية عراقية وبعض من الرموز دينية حتى اصبح المواطن العراقي يردد هذهِ التسمية دون وعي أو إدراك للجانب الأخلاقي والإنساني من إستخدام هذهِ الكلمات التي بدورها تختزل كل الإصلاحات والبناء التي يقوم بها البعض ويجاهدون في تثبيت جذورها داخل لُب المجتمع العراقي ، ليتم هدمها بأساليب آخرى تحمل الكراهية والعداوة والتفرقة ، هو مسمى بسيط لكنه قادر على أن يؤدي هدف وغاية أساسية في سبيل إشاعتها بين الناس وهي زرع الخوف والرهبة في نفوس الآخرين وتحذيرهم !
‎أو ربما لتمكن المتحدثين بها من كسب إحترام المقابل وفرض آرائهم على الآخرين بتداولهم هذهِ المسميات الحمراء التي يحملونها ويرددونها وينسبونها لأنفسهم !
‎الأمر لا يقتصر على الأحاديث العابرة بل يمتد ليعبر الحدود في تصريحات سياسية للدول المجاورة للعراق ، حيث تصرح إحدى هذهِ الدول بأن تقسيم العراق خط أحمر ولن تعترف بالإستفتاء ابداً .
‎ما معنى خط أحمر ؟
‎وماهي الخطوط الحمراء التي بات أبناء المجتمع الواحد يمدونها بين بعضهم البعض ؟
‎ولماذا تدخل الدول الأخرى كطرف في قضية كإستفتاء كردستان لتصرح بشأن عراقي يخص الشؤون داخلية للوطن ، ولا يمس سيادتها أو يهدد أمنها !
‎هل هي خطوط بلون الدم الذي أصبحنا لا نعرف ولا نتحدث بغيرهُ !
‎أم هي رمز للسلطة والقوة والشجاعة كما يعتقد البعض ؟
‎أم إنتماء لجهة معينة ترفعك من مواطن عادي لمواطن حاملاً خطاً أحمراً فوق كتفيه !
‎أم هي رتبة جديدة صار بمقدور كل شخص يحمل الجنسية العراقية أن ينالها ويحتمي بها إن تحقّقت و إنطبقت عليه بعض الشروط من قبل الناس من حولهُ .!
‎وهل الشخصية التي يعتبرها المجتمع خط أحمر في ليلة وضحاها ، يتحول من مواطن عادي إلى شخص ذات تأثير وسلطة ورأي ونفوذ لا يمكن تجاوزه !
‎هل أصبحت حياة البعض مهددة إن تجاوزو هذا الخط الأحمر أو ذاك كما يزعم الكثير ممن يرددون هذهِ الجملة مراراً وتكراراً على من حولهم .
‎تساؤولات كثيرة والخوض في غمارها يجعلنا نخرج بتساؤلات لها ابعاد أكبر وأكثر مما نعتقد نحن .
‎وإن كان لجُملة من كلمتين هذا التأثير والصدى بين اوساط الناس في المجتمع .
‎هذا يجعلنا نقف أمام فكرة لها أبعد سيئة كوننا أصبحنا نتداول الخطر ونتكلم بهِ بشكل طبيعي جداً بقلوب باردة ، وأستبدلنا المسميات التي تجعل التعايش والسِلم والأخاء يعم فيما بيننا لنتجاوز الأزمات والمِحن وننهض من جديد بهذا الوطن رحنا نرفع رايات تحمل خطوط حمراء لا تختلف كثيراً أهدافها عن تلك الجهات التي رفعت الرايات السوداء .
‎حتى أصبح مبدأ التخويف وترهيب الناس وزرع القلق والرعب في نفوسهم أمر طبيعي لهذا الحد !
‎المجتمع العراقي بكافة مكوناته بعد كل المعاناة والظلم والحروب التي خاضها ومازال حتى يومنا هذا يخوضها ويحارب بالنيابة عن العالم أجمع في سبيل إعادة إحياء السلام والأمن والأمان من جديد في المنطقة ،
‎فإن بدأنا الحديث عن مأساة العراق لم ولن ننتهي .
‎من أجل ذلك ووفاءاً منا لوطننا و لدماء الشهداءنا الذين راحو وهم يحاربون قوى الشر والظلام والإجرام ، لكي يخرس صوت الظلم ويرتفع من جديد صوت المآذن بـ” الله أكبر الله أكبر “لنقيم الصَّلاة بأسم الرحمن الرحيم ، لنشيد من جديد مجتمع صحيح قائم على تقبل إختلاف الناس والتعايش معهم تحت مبادئ وقيم سليمة .
‎من هذا المنطلق يتوجب علينا أن نفعل العكس تماماً في سبيل السير نحو طريق ومستقبل أفضل لنا ولأبنائنا .
‎لذا يامن تنادون بالخطوط الحمراء أو كنتم أحد تلك الخطوط التي لا تنتهي ،
‎ادعوكم لنجعل خطوطنا الحمراء تستحق أن تكون كذلك وتستحق أن ترددونها وتوقفون جميع من يحاولون تجاوزها بحزم وقوة .
‎لنجعل من القانون والدستور والإلتزام بما جاء في نصوصه من حقوق وواجبات علينا تطبيقها وفهمها وممارستها بما يصب في مصلحة الفرد والمجتمع هي خطنا الأحمر الذي يستحق أن نخشى عواقبهُ وكل من يفكر في خرقهُ او التحايل والتلاعب بهِ
‎من أعلى سلطة في البلد إلى المواطن البسيط
‎أن يفكرو جيداً ويراجعوا حساباتهم لأن هنالك من يقفون ليحاسبوهم ويحاججوهم ولا يترددون في تسليمهم بيد السلطة والقانون إن كانوا مذنبين فعلاً لتأخذ العدالة مجراها بحقهم ويتحملوا مسؤولية افعالهم أو أقوالهم كاملة على حد سواء .
‎لما لا يكون تأثير الخطوط الحمراء الحقيقة لا وهم نرددهُ بين الكلام والسلام !