23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

گصة بگصة وفصل مربع…..نهوات وعطوات وفصل مكعب…….!!

گصة بگصة وفصل مربع…..نهوات وعطوات وفصل مكعب…….!!

تفاعلت في الآونة الاخيرة ظاهرة الفصول العشائرية التي وجدها البعض مصدرا للكسب السريع وخاصة في بغداد والجنوب باستثناء المنطقة الكردية والغربية ومحافظات الفرات الاوسط…حيث ان الفصل العشائري تحول  اداة للابتزاز وشيوخ للايجار…ونسمع قصصا وحكايات ربما يكون بعضها من نسج الخيال او بعضها مبالغ فيه وانها بطبيعة الحال تحكي قصصا واقعية تقترب ما نحن عليه الان.
كان في قديم الزمان يعتبر “الفصل” دية لا تخالف الشرع والمعقول, فخطاب الشارع والعشيرة هو كلام الله تعالى سواء كان كلامه ضمن القران الكريم ام كان ضمن السنة النبوية الشريفة او ماجاء به آل البيت من الائمة الاطهار…وكانت “السنينة” العشائرية عبارة عن مجموعة من الاحكام والبنود التي اتفق عليها مجموعة من رؤساء العشائر ووجهائها او مجموعة رؤساء الافخاذ لعشيرة واحدة لغرض السيطرة على شؤون العشيرة داخليا وخارجيا بما يوفر الحماية والامن لافرادها, كل ذلك كان قديما لعدم وجود دساتير وقوانين تحمي الفرد او العشيرة…ولكن في ظل حكومة ودستور وقوانين ومحاكم تجري مثل تلك الفصول المتخلفة والتي لم تطبق حتى في زمن الجاهلية الاولى امر مرعب ومخيف يدل على الانحطاط والتخلف والفوضى وكما يقولون (حارة كلمن ايدو الو) او كما يصفها اهلنا الطيبيين (ولاية بطيخ )،تتخللها “الدگه”و”الگوامة”وهي الهجوم على بيت المدان باستخدام الاسلحة الخفيفة والمتوسطة احيانا والطلب الية للنزول الى عشيرة المجني عليه طالبا رضاهم ومنفذا لمطاليبهم وقد يقوم بعض الضعفاء بالرمي على المنزل دون حياء او استحياء طالما ان هناك نساءا واطفالا في المنزل غير مبالين بالاعراف العربية اصيلة الاخلاق التي كانت تستحي وتخجل من الرمي الاان تتاكد من خلو البيت من الاطفال والنساء ولكن (اذا لم تستح فاصنع ما شئت ومن امن العقاب ساء الادب).
اصبح الفصل العشائري في العراق حوادث اغرب من الخيال ,أما آن الاوان لهذا التخلف ان ينتهي ؟!
گصة بگصة..اي الاخت مكان الاخت بزواج قسري عشائري على امر تافه و”النهوة “على بنت يريد اهلها بزواج شخص من خارج العشيرة الامر الذي تبقى فيه البنت عانسا طول حياتها نتجية تلك النهوة…..وفصل مربع اي اربعة اضعاف “السنينة” العشائرية وتسمي باللغة العشائرية (مربعة) فاذا كان الفصل 10 ملوين يصبح 40 مليون,وظهرت تقليعة جديدة للشيوخ في زمن “الدم…قراطية ” الفصل المكعب يعني بمفهوم الرياضيات “الطول في العرض في الارتفاع” يعني كما يقولون (هجمان بيت ) يعني (تبيع البيت هاي اذا عندك بيت ) والسيارة وغرفة النوم والذهبات والثلاجة والمجمدة وتنطي راتبك لمدة خمسين سنة….الله اكبر…..لانه “فصل مكعب”.
ان اكثر العشائر في بغداد التي تعتبر عاصمة للثقافة والادب والفنون ومركزا للقرار بما فيها الوزارات والحكومات والمؤسسات ذات الصلة,تتخذ تلك العشائر من الحاجات الصغيرة سببا لدفع فصول عشائرية كبيرة تقدر مبالغها بمئات الملايين من الدنانيربحيث اصبحت بعض العوائل الفقيرة منه تتحجج على بعض العوائل الاخرى بغية فرض غرامات عبر الفصل العشائري واستحصال مبالغ مالية منها…وماذا يفسر على سبيل المثال فصلا عشائريا بين موظفين داخل الوزارة وهذا ما حصل فعلا في وزارة الصحة..واي فصل عشائري يؤخذ داخل المؤسسة الرياضية بطرد لاعب مسيء من قبل حكم كروي,وما هو مدى التخلف ان يحصل فصل عشائري بين نائب ونائب وتهديد ووعيد داخل قبة البرلمان ,واي دمقراطية في فصل يؤخذ من صحفي واعلامي لمجرد طرح موضوع او كتابة عمود للنقد البناء,واي قانون يحق لك بفصل وانت محتسي الخمر حتى الثمالة في بار او ملهى او محل للقمار اوسباق خيل تخرج منه مفلسا خسران.
اصبح الفصل العشائري في العراق “موضة” او موديل متخلف واصبح مصدرا للكسب السريع يشبه في حد ذاته”الاتاوات” و “الخاوة” و”الشقاوات”بالنصب والاحتيال واكل السحت الحرام…الفصل في العراق اصبح تجارة للعاطلين يذهب ضحيتها المغلوب على امرهم وتحول الى عملية تجارية في ظل غياب المحاسبة والقانون وقد تصل لطلب 50 امرأة و400 مليون دينار كما حدث في البصرة,واي تخلف تجلس العشائر بسبب “دجاجة” او”دعبلة “او مشاجرة اطفال اوعلاج مريض محتضر ينتظر الموت…كل هذه الامراض المجتمعية تتحملها السلطة والحكومة ,ففي غياب السلطة القانونية النزيهة القوية التي يضمن فيها الفقير والغني والضعيف والقوي حقوقه دون النظر الى اصله وفصله وعنوان عمله وما لديه من املاك واموال وهذا لم ولن يحدث طالما نفتقر الى حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة الطائفية ورجال مهنيون اقوياء, وقانونا يمتلك قضاءا مهنيا نزيها يضرب بيد من حديد على مروجي هذه الفصول العشائرية الباطلة اجتماعيا ودينيا وعرفيا, وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب… وما اكثر القضاة والمحامين في العراق نزاهة وصدقا ومهنية ولكنهن مركونين كونهم غير مرتبطين باحزاب او كتل او حركات دينية ….وقد اكدت المرجعية مرارا وتكرارا بتبديل الوجوه وتجربة الغير مجرب ومحاربة واستئصال تلك الارهاصات المتخلفة في بلد الحضارات والعلم والثقافة والادب والفنون…واذا بقي العراق يتحكم فيه بعض الجهلة وذوي المصالح الضيقة والنفوس المريضة المملوءة بحب التسلط والاستعباد والاستبداد فعلى الدنيا السلام .
الى متى نحس باننا احرار لا عبيد الى اؤلئك الشيوخ وقوانينهم الجاهلية المتخلفة…ولكن بالوعي والتوحد وتثقيف بعضنا البعض والتحرر من الافكار المذهبية والعرقية والمناطقية والحزبية والعمل مع الاخرين بالخطوط المشتركة والمصالح المتبادلة التي اساسها تحقيق العدالة والانسانية ورفض الاستغلال والاستعباد وان نجعل الولاء للعراق اولا…والا  ياتي يوم تتخذ تلك العشائر فصلا عشائريا ضد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وعندها نقول….على العراق السلام…..!