لم يستمر طويلا التظاهر بحالة الانسجام والتآلف بين جناحي النظام الايراني في ظل أزمة وباء کورونا ولاسيما بعد الفشل الذريع الذي لحق بالمساعي التي دأب هذا النظام يسعى إليها من أجل تسييس أزمة کورونا وإستغلالها من أجل رفع العقوبات الدولية عنه، ويبدو بأن الآثار والتداعيات بالغة السلبية الناجمة عن تفشي وإنتشار وباء کورونا قد باتت تٶثر على النظام کثيرا مما يتطلب أن يکون هناك من يمکن أن يتم إستخدامه ککبش فداء ولاريب من إن رئيس النظام يرفض أن يکون هو وحکومته کبش الفداء ولذلك فقد بدأ روحاني يرفع صوته عاليا ضد جناح المرشد الاعلى بما يعلن عن إنتهاء حالة الانسجام والتآلف أو بالاحرى الهدنة المٶقتة بينهما بعد أن فشلا في تسييس أزمة کورونا والاصطياد في المياه العکرة.
إنتقاد روحاني تقرير هيئة الرقابة المالية في البلاد، عن اختفاء المليارات من موارد الميزانية العامة للدولة من قبل مسؤولين بالحكومة منذ عامين.، وتساٶله لماذا لا تحقق في مالية المؤسسات العسكرية والثورية. وهو يشير بوضوح الى الحرس الثوري بشکل خاص ولاسيما وإن هذه الهيئة تتهم الحکومة بإختفاء 4.8 مليار دولار من الميزانية. وإن روحاني وعندما يتساءل بغضب في كلمة له بثت عبر التلفزيون الإيراني الحكومي مساء الأربعاء، عن سبب عدم إجراء مراجعة مماثلة للأداء المالي للمنظمات العسكرية والمؤسسات الثورية والقضاء. فإن ذلك يعني إن هناك مايدعو للخوف والقلق في النظام وإن أزمة کورونا صارت تفرض ثقل تأثيرها على هذا النظام الذي تبدو الهشاشة واضحا على إقتصاده المتداعي الآيل للإنهيار.
التصريحات والمواقف المختلفة التي صدرت عن القادة والمسٶولين في النظام الايراني خلال الايام الاخيرة والتي کانت تسير بإتجاه يوحي بأن النظام متماسك ومسيطر على زمام الامور سرعان ماطفقوا يطلقون تصريحات متناقضة ومخالفة لها بما يظهر النظام ضعيفا وعاجزا وفي وضع حرج أمام الاوضاع التي تداعت عن وباء کورونا الذي تٶکد أوساطا عديدة عن تورط النظام في جعله يصل الى التأثير السلبي الحالي مع ملاحظة إن المقاومة الايرانية کانت أول من نبه الى تورط النظام ونشر معلومات دقيقة ومستفيضة تٶکد ذلك.
الشائع والمعروف والمشهور عن النظام الايراني إنه دائما وفي ظل الازمات المستفحلة التي تضع النظام في زاوية وموقف حرج بحيث قد يٶثر على أمنه وإستقراره، فإنه يبادر الى إستخدام کبش فداء وضحيـ ما من أجل أن يخرج هو سالما ويتخلص من التبعات السلبية لذلك، ولکن لايبدو إن الاوضاع والظروف السائدة في ظل أزمة کورونا ستسمح للنظام بذلك خصوصا بعدما صار الشعب کله بفضل الدور والتحرکات النشيطة للمقاومة الايرانية يعلم جيدا بأن النظام هو أصل الداء وإن البحث عن أي حل للأوضاع في إيران يتطلب مواجهة هذا النظام بإعتباره المسٶول الاساسي عن کل مايحصل في البلاد من أوضاع وسلبيات.
