9 أبريل، 2024 1:36 ص
Search
Close this search box.

کل مدينة إيرانية صارت أشرف

Facebook
Twitter
LinkedIn

لو کان يدري نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إن إغلاق معسکر أشرف للمعارضة الايرانية في العراق بعد کل تلك المجازر و الجرائم و الانتهاکات التي تم إرتکابها بحق سکان أشرف على يد عملائه في العراق تحت إشراف الارهابي قاسم سليماني، سيٶدي الى مايجري اليوم في سائر أرجاء إيران، لصرف النظر نهائيا عن ذلك، ولکنه وعندما قام بالإيعاز للهجوم على أشرف فإنه لم يکن يعلم بأنه قد هاجم ربى الصقور التي حلقت ليس فرارا وإنما لتنقض من جديد على مصادري حرية الشعب الايراني و مصدري الفتن و الاضطرابات في المنطقة و العالم.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إتبع کافة الاساليب و الطرق الملتوية من أجل تشديد قبضته على السلطة ولاسيما بعد أن قضى أو أقصى معظم معارضيه و مناوئيهم و شتتهم شذر مذر، لکن بقيت منظمة مجاهدي خلق لوحدها صامدة بوجهه و مقاومة له و لم تستسلم أو ترکن للسکوت و الابتعاد عن ساحة النضال، بل إنها ضاعفت من نضالها و تحدت الصعاب و التحديات بإرادة اسطورية، ولذلك فإن الشعب الايراني وجد فيها مثلا أعلى له، ولذلك فقد کان تأثير معسکر أشرف و الافکار الانسانية النبيلة التي يبشرون بها، کبيرا جدا على الشعب الايراني و لم ينته بإغلاق معسکر أشرف بل وعلى العکس من ذلك تماما، فقد کان إغلاق معسکر أشرف بمثابة بداية فصل أکبر و أقوى و أهم، فصل ينقل المواجهة الى عمق إيران.
معسکر أشرف، کان يبشر بالحرية و يدعو لها على الدوام و يٶکد من إنه ومن دون الحرية فليس هناك من أي معنى أو قيمة للحياة، وإن التمسك بالحرية هو التمسك بأساس و الرکيزة الاهم للإنسانية، وإن قاسم سليماني عندما أکد في إجتماع أمام قادة النظام من إنه بإغلاق معسکر فقد تم تحقيق أهم هدف منذ تأسيس النظام، وهو کان يوحي الى إن الاشرفيون و فکرهم و مبادئهم قد إنتهوا الى الابد، ولن عندما إندلعت إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، فقد صعق المرشد الاعلى للنظام قبل سليماني، فقد صار الفکر الاشرفي يبرز کالطود بين المنتفضين، بل وصار هناك 142 مدينة بإسم أشرف تنتفض بوجههم و تردد شعار”يسقط الديکتاتور”، وشعار”الموت لخامنئي” و “الموت لروحاني، ولم تخبو أن تنتهي هذا الانتفاضة، إذ أن النظام يصحو کل يوم على مدينة منتفضة و على العديد من النشاطات الاحتجاجية ضده، حتى إنه صار متيقنا من إن ممارساته القمعية التعسفية لم تجد نفعا مع شعب صار فکر الاشرفين زاده و متاعه في مواجهته، ولاغرو من إن المشهد قد إختلف و إن قواعد اللعبة قد تغيرت من الاساس ولم يعد بوسع النظام الاستمرار کالسابق، فهو أمام منعطف لايمکنه أبدا أن يتجاوزه، إنه منعطف التغيير الکبير في إيران.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب