أجواء کئيبة و مکفهرة و شعب ساخط و غاضب، نظام مذعور يستنفر کافة أجهزته القمعية، الفقر و الجوع و الحرمان في سائر أرجاء البلاد، التقارير تتوالى وهي تنقل أنباءا عن إنخفاض قيمة العملة الوطنية الى مستويات قياسية و أخرى تتحدث عن کون ثمانون في المئة من الشعب يعيشيون تحت خط الفقر، هکذا هي الاوضاع الجارية اليوم في إيران في ظل حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وکل التقديرات تؤکد من إنها سائرة ومن دون أدنى شك نحو الاسوء.
في ظل حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يزعم من إنه نظام نموذجي يصلح لکل زمان و مکان و مناصر للفقراء و المحرومين، فإنه وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسه، فإن مختلف الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفکرية و بإعتراف قادة و مسؤولي النظام أنفسهم بالغة السوء وإن المراقبين السياسيين يشددون على إن النظام يواجه أزمة خانقة لم يسبق أن واجه مثيل لها منذ تأسيسه، و وجه الخطورة التي يواجهها في هذه الازمة، يکمن في الانتفاضة الجماهيرية التي إندلعت بوجهه منذ 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي و التي لازالت آثارها و تداعياتها مستمرة، خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق، البديل السياسي ـ الفکري للنظام يقف مع الشعب في هذه الانتفاضة و يناضل جنبا الى جنب معهم من أجل الحرية و الديمقراطية.
دخول النظام الايراني و البلاد في أزمة خانقة على کافة الاصعدة، أکبر شهادة عملية تؤکد فشل و إخفاق النظام و عدم نجاحه في إدارة البلاد بعد 40 عاما من الحکم، ولئن کان هذا النظام يستطيع في الاعوام الماضية التغطية و التستر على الکثير من عيوبه و نواقصه، فإنه لايتمکن من ذلك لأن الاوضاع تخطت الحدود المألوفة و صارت في منطقة الخطر، ويبدو واضحا من إن ماکانت منظمة مجاهدي خلق تؤکد عليه من أمور و معلومات مختلفة عن داخل إيران خلال الاعوام السابقة، کانت کلها صحيحة خصوصا عندما يشير معظم قادة النظام الى إن الذي قاد بالاوضاع الى هنا هو تجاهل الاوضاع السلبية خلال الاعوام السابقة و عدم التصدي لها بروح الحرص و المسؤولية، تماما کما کانت منظمة مجاهدي خلق تقول.
کل شئ في إيران، في سائر أرجاء إيران يشير الى إن الاوضاع تسير بإتجاه رسم نهاية النظام، حيث صارت الحياة جحيما لايطاق وحتى إن الکثيرون من الذين يقفون الان ضد النظام کانوا الى الامس إما مع النظام أو على الحياد، غير إن سوء و وخامة الاوضاع قد دفعت الجميع الى التحرك من أجل التغيير.