ماقد کشف عنه مصدر عراقي”بحسب مانقله موقع کتابات”، عن تورط سماسرة إيرانيين وعراقيين في صفقات أسلحة مشبوهة مع تنظيم “الدولة الاسلامية” مقابل الحصول على النفط، وماذکر بخصوص خشية دوائر غربية وإقليمية من أن “تكون وراءها ايران في سياق حرصها المعلن على دعم قدرة التنظيم الإرهابي على الصمود لأطول فترة ممكنة لأن ذلك يخفف عليها الضغوطات في الملف النووي ويشعل جذوة حرب سنية سنية تضعف مكونا دينيا “عدوا” في المنطقة دون ان يكون الشيعة مجبرين على قتاله على الأقل في المدى المنظور”، هي خشية في محلها، لأکثر من سبب و دافع يثبت ذلك.
مراجعة سريعة للأرضية التي تأسس و بني عليها النظام الايراني، تقود الى حقيقة بالغة الاهمية وهي أن هذا النظام قد إعتمد على إثارة الفوضى و الفتن و خلخلة و زعزعة الامن و الاستقرار في المنطقة کي يجعل له أکثر من موطئ قدم فيها، وان متابعة تغلغله في معظم دول المنطقة تؤکد هذه الحقيقة و تثبتها بالارقام و المستندات و الاحداث، والذي لاشك فيه أبدا، هو ان للنظام الايراني أکثر من مصلحة في إستمرار و ديمومة الحملة الدولية ضد تنظيم داعش لأن ذلك يقود الى أمرين مهمين و حيوين بالنسبة له وهما:
ـ المنطقة و العالم سينشغلان بالقتال ضد داعش وهو مايجعل من هذا الامر القضية الاولى و بالتالي تجعل قضية تدخلات النظام الايراني و سياساته المشبوهة في المنطقة أمرا ثانويا.
ـ النظام يحاول من خلال الاوضاع المتعلقة بالحملة الدولية ضد داعش، إعادة تأهيل نفسه و السعي لإظهار وجهه القبيح بقناع جديد يبدو فيها جميلا، وحتى أن إضفاء الرتوش على الوجه البشع لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الملطخة يداه بدماء شعوب المنطقة، ماهي إلا ضمن المسعى لإستغلال الحملة الدولية ضد داعش و إعادة تأهيل نظام فقد صلاحيته منذ فترة طويلة.
الطريقة”الفضائحية”التي تنحى بها الفاشل نوري المالکي من منصبه و التي عوضا من محاسبته تم تکريمه بمنحه منصب نائب رئيس الجمهورية، والإشادة”المشبوهة” التي حظي به من جانب المرشد الاعلى للنظام الايراني على ادائه في الحکم، تلقي الکثير من الشکوك و الريبة على الدور الخبيث للنظام الايراني في العراق و المنطقة و سعيه المستمر من أجل جعلها ساحة لتصفية حساباته و کذلك جعلها معبرا له من أجل تحقيق مشروعه بإقامة إمبراطوريته الدينية ذات المحتوى الطائفي و فرضه کأمر واقع على المنطقة، وان
مسألة مبادرة هذا النظام لإستغلال الاوضاع المتعلقة بالحملة الدولية ضد داعش هو أمر أکثر من وارد، ويکفي أن نعيد بالذکراة الى الوراء قليلا عندما قام هذا النظام بإستغلال داعش في سوريا ضد انتفاضة الشعب السوري و قام بالتنسيق معه الى جانب النظام السوري، ولهذا فإن تکرار هذا السيناريو عادي جدا ولايستبعد بالمرة، وان العمائم الحاکمة في طهران تمنح لنفسها إستخدام کل الطرق و الوسائل و السبل من أجل إدامة حکمها و تنفيذ مشروعها المشبوه في المنطقة، وان هذه الفضيحة تضاف الى سجل فضائح هذا النظام و تبين معدنه الردئ و ماهيته الشريرة المعادية لکل ماهو إنساني، لکن الاهم من هذا کله هو: الى متى سيبقى العراق مباحا للعمائم الحاکمة في طهران بهذه الصورة المشينة؟!