منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه ملامحه الاساسية قد توضحت للعالم من خلال ممارساته القمعية التعسفية ومشانق الاعدام التي قام بنصبها لمختلف شرائح ومکونات الشعب الايراني، ومع تماديه في الانتهاکات الممنهجة لحقوق الانسان وعدم إکتراثه بالقيم والمعايير الدولية وخصوصا لائحة حقوق الانسان، فإن شر هذا النظام وعدوانيته المفرطة بدأت تظهر بصورة غير عادية في المنطقة والعالم، وصارت أفکاره ومفاهيمه المثيرة للشبهات تستهدف مجتمعات وبلدان المنطقة والعالم بحيث صار يشکل أساس قاعدة لتصدير کل أنواع الشرور والعدوانية الى المنطقة والعالم، خصوصا بعد أن صار واضحا بأن أذرع هذا النظام في بلدان المنطقة تتصرف کقطعات أو أفواج تابعة للحرس الثوري الايراني کما هو الحال في ميليشيات حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والحوثيين في اليمن.
الممارسات القمعية للنظام الايراني ضد الشعب وتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب ومواصلته لمحاولاته ومساعيه السرية من أجل الحصول على القنبلة الذرية، جعلت من غير الممکن إلتزام الصمت ازاء هذا النظام وحتى إن المجتمع الدولي إضافة الى توجيهه ل67 قرارا دوليا لإدانة إنتهاکات هذا النظام لمبادئ حقوق الانسان وتصاعد حملات الاعدام، فإنه صار يقوم بالبحث في مجالات أخرى لکي يتصدى له ويضع حدا لشره وعدوانيته المفرطة، خصوصا وإنه وبعد سماح الحکومة البلجيکية بمحاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدي وصدور قرار المحکمة بإدانته وکذلك موافقة الحکومة السويدية على محاکمة”حميد ناصر” المسٶول في النظام الايراني على أراضيها في مارس/آذار المقبل، فقد صار واضحا بأن المجتمع الدولي لم يعد يميل الى التعامل بلين ومرونة مع هذا النظام ويجد الافضل التصدي له ومواجهته بحزم.
هذا النظام الذي يعبث بواسطة صواريخه وحرسه الثوري الارهابي وأذرعه بأمن وإستقرار بلدان المنطقة والعالم ويطلق التصريحات تلو التصريحات عن إستهداف هذا البلد أو ذاك بل وحتى صار يتمادى أکثر فيهدد قارات أخرى، ولذلك فمن المهم جدا أن يراجع مواقفه بشأن هذا النظام العدواني المثير للحروب والمعادي للسلام والامن والتواصل بين الشعوب، ولابد من العمل على التصدي له ومواجهته ووضع تحرکاته ونشاطاته تحت الانظار لأنه کلما تم تجاهله أو تم غض النظر عنه فإنه يقوم بإستغلال ذلك أسوأ إستغلال وهذا ماقد أثبتته الاعوام المنصرمة بمنتهى الوضوح وإن کل الشر في بقائه وإستمراره.
اليوم، وبعد أن صار النظام الايراني وعملائه في المنطقة يستهترون أکثر من اللازم ولاسيما بعد إغتيال الصحفي اللبناني”لقمان سليم” الذي کان يرفض الدور المشبوه لحزب الله والنظام الايراني في لبنان وکذلك بعد النشاطات المشبوهة للحوثي والتي تجاوزت حدود اليمن نزولا عند أوامر من جانب النظام الايراني الى جانب مافعلته وتفعله الميليشيات التابعة لهذا النظام في العراق والتي وصلت الى حد عدم الموافقة على رقابة الامم المتحدة على الانتخابات العراقية القادمة من أجل أن تقوم بعمليات التزوير واسعة النطاق وهذا مايعني بأن شر هذا النظام وتهديداته ضد أمن وإستقرار المنطقة والعالم سيبقى قائما مالم يتم التصدي له ومالم يجري تغيير حقيقي في إيران ومن هنا فإن شعوب وبلدان المنطقة مطالبة بدعم وتإييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والوقوف الى جانبهما حتى تحقيق ذلك المطلب الملح جدا.