17 نوفمبر، 2024 6:30 م
Search
Close this search box.

کل الخطر في المشروع الايراني

کل الخطر في المشروع الايراني

لم يعد هنالك من شك لدى مختلف الدول العربية بالخطورة الکبيرة التي يمثلها المشروع الايراني الموجه ضد العالمين العربي و الاسلامي من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أساس النظرية الغريبة و الشاذة و غير المقبولة لدى مختلف المراجع و الفقهاء و نقصد بها نظرية ولاية الفقيه، خصوصا بعد أن تبين بأن المشروع الايراني يعمل وفق النسق و التوجهات الاستعمارية البغيضة القاضية على تجويع الشعوب و زرع أسباب الفرقة و الاختلاف فيما بينها.

منذ أکثر من ثلاثة عقود، وطهران تعمل دونما کلل على مشروعها المشبوه الذي کان يواجه بموقف غير حازمة او حتى جدية ماعدا العراق أيام النظام السابق و الذي أثبتت الايام حقانية تصديه لهذا النظام و هذا المشروع العدواني الشرير، لکن وبعد أن تمادت طهران في غيها و ذهبت أبعد کثيرا من الذي کان متصورا، فإنه ليس الاحزاب و القوى الوطنية في الدول العربية و الاسلامية فقط وانما الشعوب نفسها لم تعد تطيق هذا التمادي و العنجهية ولذلك فإنه إنطلق الرفض مرة أخرى بوجه المشروع الايراني من المنطقة التي کان نظام ولاية الفقيه يزعم الدفاع عن”مظلوميتها”، ونقصد من محافظات العراق الجنوبية لتبعث برسالة فيها أکثر من مغزى و قصد.

من يدقق في العلاقات القائمة بين العراق و إيران حاليا، يجد أن الاخيرة مستفيدة من کل الجوانب فيما العراق متضرر کليا، فإيران تعتبر المورد الاکبر للعراق، و تعتبر صاحب النفوذ الاکبر عليه فيما نجد العراق صار مجرد محافظة تابعة لإيران و ان معظم القرارات السيادية و الاساسية في العراق لايمکن أن تتخذ من دون موافقة طهران، وکإننا في الثلاثينيات أيام الانتداب البريطاني ولکن بصورة أسوء بکثير، وان الظاهرات الکبيرة للمحافظات الجنوبية دلت بصورة عفوية و تلقائية واضحة على رفض المشروع الايراني و الوقوف بوجهه و التصدي له، ويقينا فإن طهران الان منهمکة في إعداد طبخة تتناسب و تتفق مع العراق، تماما کما فعلت مع الشعب الايراني عام 2009 و مع الشعب السوري منذ عام 2011، غير إن الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا إن العراق هو غير سوريا و إيران وسوف تثبت الاحداث و التطورات هذه الحقيقة، ذلك إن الاستعمار البريطاني عندما خر جاثيا على قدميه أمام إرادة الشعب العراقي في ثورة العشرين، فإن نظام ولاية الفقيه المنهار و المنخور داخليا و المهزوم فکريا و سياسيا، لهو أضعف بکثير من أن يسيطر على الشعب العراقي و يخدعه من جديد عبر عملائه و أقزامه و حثالاته.

المشروع الايراني الذي حذرت منه المقاومة الايرانية طوال العقود السابقة و أکدت بأنه يهدف الى إقامة إمبراطوورية دينية على حساب دول المنطقة، قد جاءت الاحداث و التطورات لتثبت ذلك واننا اليوم في خضم المراحل ماقبل النهائية

من هذه الدولة المشبوهة و الخبيثة التي تشتري بآيات الله ثمنا قليلا و تدس السم بالعسل، وانه من الضروري على القوى و الشخصيات الوطنية و کذلك الکتاب و المثقفين في مختلف دول المنطقة أن يبادروا کي يلعبوا دورهم و يضعوا حدا لهذا المشروع المريب الذي هو أساس کل الشر و الخطر و البلاء في المنطقة.

[email protected]

أحدث المقالات