23 ديسمبر، 2024 10:27 ص

يطول الحديث إذا دار حول الخطر والتهديد الذي تمثله على العراق الميليشيات المسلحة المرتبطة بالنظام الايراني، خصوصا إذا ماعلمنا بأن هذه الميليشيات قد رضعت من صدر نظام يتهمه شعبه جهارا وبصريح العبارة بکونه ناهبا لثرواته ومجرم بحقه وفاسد من قمة رأسه الى أخمص قدميه، وإن ماقد أکده النائب مثنى السامرائي عن محافظة صلاح الدين، يوم الاحد (6 كانون الثاني 2019)، من أن التحقيق بسرقة معدات مصفى بيجي اثناء تحريره من سيطرة تنظيم داعش الارهابي أغلقت في زمن المحافظ الأسبق، رائد الجبوري نتيجة الخلافات السياسية وضغوط ايرانية. وبطبيعة الحال فأينما تدخل النظام الايراني وأقحم أنفه فيه فلابد من وضع 1000 علامة إستفهام هناك.
النائب السامرائي قال في تصريحات صحفية وهو يکشف معدن هذه الميليشيات ومن خلفهم معلمهم الاکبر أي النظام الايراني عندما أماط اللثام عن ذلك التحقيق بقوله أن”نتائج التحقيق لم نطلع عليها في حين كل العاملين والوثائق والصور تؤكد قيام مليشيات العصائب وكتائب حزب الله وسيد الشهداء من قامت بتفكيك وسرقة معدات المصفى باشراف ابو مهدي المهندس”! والمعروف والواضح وضوح الشمس في عز النهار إن کل تلك المعدات المسروقة من جانب الميليشيات بإشراف الارهابي أبو مهدي المهندس قد تم أخذها الى إيران لتکون في خدمة النظام مقابل أجر يتناسب وحجم العمالة وليس أکثر.
المثير للسخرية والتهکم إنه وفي الوقت الذي يتم فيه فتح ملف سرقة هذه المعدات من جانب الميليشيات العميلة لطهران، فإنه قد كشف حسن قاضي زاده هاشمي، وزير الصحة الإيرانيالمستقيل من حكومة الرئيس حسن روحاني قبل أيام، أن المؤسسات المالية التابعة للحكومة والحرس الثوري نهبت 3,5 مليار من المواطنين الذين أودعوا أموالهم فيها بغرض الحصول على الفوائد. وطبعا ليس هذا ليس يدعو للتعجب والدهشة، فهذا النظام هو فاسد من الاساس وبمثابة سرطان ينخر في الجسد الايراني، وإن إصرار الشعب الايراني والمقاومة الايرانية على إستمرار النضال حتى إسقاطه يأتي لأنهم يعلمون بأنه حالة سلبية خبيثة ميٶوس منها، وإن هذه الميليشيات هي إمتداد لتلك الحالة وکلهم في الهوى سوا.
الشعب العراقي صار يعلم جيدا مدى هو حجم الاضرار التي باتت تلحق به من مختلف الجوانب بسبب من التدخلات المشبوهة للنظام وإن هذه الميليشيات هي إحدى أوجه تدخلاته الفاضحة فهي تمثل وسيلته من أجل بلوغ غاياته المشبوهة من ألفها الى يائها.