18 ديسمبر، 2024 10:03 م

هناك کثير من الامور التي يتميز بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تجعله نظاما فريدا من نوعه وليس من السهل إيجاد شبيه أو قرين له، فهو يقول شيئا ويفعل خلافه ويقوم بإشعال فتنة أو مشکلة أو حتى حربا ثم يعود ليصبح طرفا أو عامل خير لحلها ومعالجتها، أو أن يتلاعب بالامور ويعبث بها بأن يقوم بتنسيب مساوئ وسلبيات قرار أو قرارات الى شخص أو جناح أو حکومة ويعفي النظام أو حتى المرشد الاعلى منها، ولعل ماقد أعلنه عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني من أن موقف النظام الايراني في اجتماع فيينا للجنة المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق النووي، والذي عقد في إطار 4+1، كان يستند إلى تعليمات المرشد علي خامنئي. يريد أن يوحي لنا بأن مواقف النظام الاخرى من مختلف الامور والقضايا لم تکن تخضع لخامنئي!!
هذا الکلام الذي يريد أن يوحي بطريقة وأخرى بأن خامنئي لم يکن له من علاقة بإبرام الاتفاق النووي عام 2015، وهو الذي کان کالظل يرفاق مجريات الامور في المفاوضات الجارية قبل إبرامها ولاننسى کيف إنه وفي الاسبوع الاخير قد حدد 19 شرطا للتوقيع على الاتفاق وقد تم”دهسها” کلها، بل إن عراقجي الذي يقوم بتسويق هکذا تصريح يخلط بين الکذب والصدق، يعلم جيدا بأن ظل خامنئي يتواجد في کل مکان ذلك إنه وبموجب تقرير مهم بثته فضائية الحرة عن العملية الارهابية للدبلوماسي الارهابي أسدي جاء فيه بأنه قد أظهر تحليل السلطات البلجيكية للمحادثة المشفرة ضلوع المرشد الأعلى علي خامنئي، بالعملية الإرهابية، حیث یؤکد الدیبلماسي الإرهابي أسدي لعمیلین اذا تم العملیة تفجیر بنجاح سیقدم لهما هدیة وسیذهب شخصیا إلی (الآقا) “إشارة إلی المرشد الأعلی خامنئي” ویطلب منه أن یتحدث عنهما ویذکرأسمائهما في کلمته. کما وبنفس السياق فقد دلت الوثائق التي تم کشفها خلال المحاکم الاوربية والسلطات الأمنية الأوروبية على تورط أعلى هرم السلطة وهو مكتب المرشد خامنئي، ومختلف الوزارات، واستخبارات الحرس الثوري بالاغتيالات التي تستهدف المعارضين على الأراضي الأوروبية.
النظام الايراني يقول کله على أساس الولي الفقيه الذي هو صاحب الکلام الاول والاخير وهو الذي يحل ويربط في هذا النظام، وهو المسٶول الاول والاخير عن ماحل ويحل بإيران وشعبها من أمور وأوضاع سلبية بل وحتى إنه مسٶول عن الاوضاع السلبية التي تواجهها بلدان المنطقة وبشکل خاص العراق ولبنان واليمن وسوريا، ولذلك فإن هذا الکلام الذي أعلنه عراقجي کلام يناقض نفسه ويدل ويثبت کذب وزيف وخداع هذا النظام.