يمکن القول بأن إنتخابات الرئاسة الاخيرة التي جرت في إيران، کانت مناسبة غير عادية لإظهار واقع وحقيقة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والى أين وصل الحال به في علاقته داخليا بالشعب الايراني وخارجيا بالمجتمع الدولي، خصوصا وإنها جرت لأول مرة في ظل أوضاع وتطورات غير مسبوقة لم يواجه هذا النظام منذ تأسيسه من نظير لها، ومع إن النظام سعى بصورة غير مسبوقة من التسويق لهذه الانتخابات وجعلها تعکس صورة إيجابية عن النظام أولا ومن إنها ستٶسس لمستقبل أفضل للشعب، لکن الذي لفت النظر إن مساعي النظام هذه قد خابت تماما ولاسيما عندما تم تم ترشيح قاضي الموت ابراهيم رئيسي فيها ترکيز وتسليط الاضواء عليه بصورة غير عادية بصورة صار العالم کله يعلم بأنه قد تمت هندسة عملية الانتخابات بما يضمن وفي کل الاحوال فوز رئيسي.
إعلان فوز قاضي الموت ابراهيم رئيسي في إنتخابات الرئاسة، لم يفاجأ أحد بل إن معظم أبناء الشعب الايراني کانوا يسخرون منها ويعلمون مسبقا بأن نتائجها قد حسمت مسبقا وإن رئيسي سيخرج منها فائزا لأنه قد تم الاعداد لذلك، والذي يجب أن نلاحظه هنا ونأخذه بعين الاعتبار هو إن النظام الذي يواجه مشاعر رفض وکراهية متزايدة من جانب الشعب، فإن هذه المشاعر ومع فرض رئيسي بطرق واساليب ملتوية عليه، سوف تتضاعف لأن هذا الرجل معروف بقسوته المفرط ومن إنه لاوجود للرحمة والرأفة في قاموسه ولعل ماقد إرتکبه في مجزرة عام 1988، وکذلك ماقد إرتکبه على مر الاعوام الماضية من جرائم وفظائع بحکم المسٶوليات التي إستلمها الى جانب دوره المشبوه في قمع إنتفاضة عام 2019 وإصدار الاحکام الاجرامية الباطلة بحق الشباب المنتفضين، کل هذا يجعل منه ليس مجرد وجه مکروه فقط کما قد يمکن أن يفهمه البعض بل وحتى إنه مثل المطلوب الذي هرب من وجه العدالة.
الملاحظة المهمة الاخرى التي يجب هنا الانتباه لها هي إن هذه النظام الذي يعيش أساسا عزلة دولية قاتلة بسبب دوره وسياساته المشبوهة، فقد جاءت هذه الانتخابات لتساهم بالمزيد من العزلة له ولاسيما وإن من قد أعلن النظام الايراني فوزه في إنتخابات الرئاسة هو اساسا عدو وجزار للشعب الايراني وإن ماضيه الاجرامي ليس بعيدا کما قد يتصور البعض ومن إنه قد تاب وصار مستقيما بل إنه مستمر على ماقد تعود ودرج عليه ولذلك فليس بغريب عليه أن يکون موقفه القاسي والدموي الذي کان يتمسك به حيال السجناء السياسيين في صيف عام 1988، هو نفس الموقف الذي إلتزمه حيال ليس الشباب وإنما کل من شارك في إنتفاضة عام 2019، وإن عملية تصفية وقتل 1500 من ضحايا تلك الانتفاضة لها علاقة قوية به، وإن المجتمع الدولي لايمکن أبدا أن يتفهم ويقبل إختيار هکذا رجل ذو خلفية وماض إجرامي، ومن هنا فإن الذي سيستمر وبصورة أکبر من الماضي هو کراهية ورفض الشعب الايراني للنظام وکذلك العزلة الدولية له في الخارج، والملاحظة الاهم أن موضوع تنصيب رئيسي لن يمر بسلام أبدا خصوصا وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية على الابواب في الايام 10 و11 و12 من الشهر القادم والذي سيحضره آلاف الشخصيات السياسية وسيکون أکبر تظاهرة سياسية ضد النظام الايراني ولاسيما من حيث الترکيز على موضوع تنصيب رئيسي ومايعنيه ذلك وکذلك المطالبة بمقاضاته.