23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

کذبة غلق مضيق هرمز

کذبة غلق مضيق هرمز

قد يظن البعض بأن نائب قائد الحرس الثوري حسين سلامي، عندما قال في تصريحات له قبل أيام بأن”إيران لن تسمح بعبور السفن التي تهدد أمنها من هذا المضيق”، وذلك في معرض تعليقه على مشروع قرار جديد للكونغرس الأميركي يستهدف فرض عقوبات جديدة على برنامج إيران الصاروخي، صادق في تهديده و يعني مايقول، غير إنها ليست المرة الاولى و لا الاخيرة لقادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية التي يهددون فيها بإغلاق هذا المضيق الحيوي و الهام.
أثناء حرب الاعوام الثمانية ضد العراق، دأب القادة و المسٶولون الايرانيون على إطلاق تهديدات نارية بغلق مضيق هرمز فيما لو صعدت الولايات المتحدة الامريکية من تدخلاتها في المنطقة، لکن الحقيقة التي يجب أن لاننساها بأن التدخلات الامريکية في المنطقة کان تتصاعد بصورة مضطردة، وحتى إن طائرة رکاب إيرانية تم إسقاطها في الخليج خطئا، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يبادر الى الاسراع في تنفيذ تهديده وانما”لحسه”کما لحس المرشد الاعلى للنظام خامنئي شروطه ال(19)للتوقيع على الاتفاق النووي مع الدول الکبرى!
التصريح الجديد لنائب قائد الحرس الثوري و الذي هو في الحقيقة مجرد فقاعة و کذبة سمجة لاتنطلي إلا على السذج خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد قدم تنازلات کبيرة في المفاوضات النووية لواشنطن وتلاها”لحس”شعار”الموت لأمريکا”، بعد أن إستنفذ الغرض المطلوب منه و صار النظام الذي کان للأمس يهدد دول المنطقة کلها بالعمالة لأمريکا، يعمل کل مابوسعه من أجل التقرب من أمريکا علما بإنه کان للأمس يوصف من قبل هذا النظام ب”الشيطان الکبير”، فهل يجوز التقرب و الاتفاق مع الشيطان أم إن الوصف کان أساسا مجرد خدعة و کذبة من کذبات النظام؟
الملفت للنظر إن المتحدث بإسم وزارة الدفاع الامريکية بيتر کوك قد رد على تصريحات سلامي قائلا بأنالولايات المتحدة ستستمر بتسيير طائراتها وسفنها والعمل في مضيق هرمز وفقا للقوانين الدولية”، مستطردا بأن القوات الامريکية”موجودة في هذا الجزء من العالم، لضمان حرية التدفق التجاري، وصيانة المصالح الأميركية”، والذي ليس فيه من شك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المعروف بتصيده في المياه العکرة و إنتهازه للفرص و إستغلاله للأوضاع و الظروف، لن يتمکن أبدا من تنفيذ تهديده”الاجوف”هذا کتهديداته المشابهة بالاعتداء على دول الخليج و الهجوم عليها بالصواريخ في حال تعرضه للهجوم من جانب الدول الغربية. هذا النظام الذي يمر حاليا بمرحلة ضعف و يکاد أن يکون في الهزيع الاخير من خريف نهايته، يحاول من خلال تهديداته الجوفاء الفارغة الإيحاء بأنه لايزال قويا کسابق عهده، لکن الحقيقة التي يجب ان يعرفها کل العالم هو إن
هذا النظام قد فقد معظم خياراته و مصادر قوته وهو يحاول من خلال إطلاق التصريحات الطنانة الکاذبة أن يغير من واقعه المزري شيئا ولکن من دون جدوى.

[email protected]