12 أبريل، 2024 2:52 ص
Search
Close this search box.

کابوس 15 نوفمبر2019

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الخطأ التصور بأن إنتفاضة 15 نوفمبر2019، کانت مجرد إنتفاضة عادية واجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومضت وإنتهت وتمکن هذا النظام من حسمها لصالحه، إذ إن النظام الذي يزعم ويدعي کذبا وبطلانا بأنه إمتداد لثورة الامام الحسين يبدو اليوم على العکس من ذلك تماما ذلك إنه يعيش أجواء الرعب من جراء دماء الشهداء الذين سقطوا في تلك الانتفاضة من أجل الحرية وإنهاء ظلم وجور هذا النظام، فتلك الدماء التي جعلت من ليل النظام نهارا ومن نهاره ليلا، قد إنتصرت فعلا على أجهزته القمعية المدججة بکل أنواع الاسلحة والوسائل القمعية، وهاهو هذا النظام وعشية الذکرى الاولى لتلك الانتفاضة يقوم بتشکيل معسکرات ومراکز قمعية لقوات الحرس الثوري تحت مسميات مختلفة من أجل تفتيش الدور والمنازل وإشاعة أجواء الرعب من أجل ضمان أمن وإستقرار النظام.
المساعي والتحوطات والتدابير الامنية المتزايدة التي إتخذها ويتخذها النظام الايراني عشية الذکرى السنوية لإنتفاضة 15 نوفمبر2019، ظنا منه بأنها ستکفل له السيطرة على الاوضاع الامنية وتنهي التحرکات والنشاطات المضادة له، لکن يبدو إن ظنه قد خاب تماما إذ وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 3 نوفمبر والاثنين 2 نوفمبر 2020 وعشية ذكرى الانتفاضة التي أشرنا لها، فقد استهدف شباب الانتفاضة أربعة مراكز قمعية تابعة لقوات الحرس والباسيج وأضرموا النار في لوحاتها ومداخلها.
في طهران، حيث التدابير الامنية على أشدها لکن ذلك لم يمنع ويحول دون تمکن شباب الانتفاضة من إضرام النار لواحدة من المراکز القمعية لقوات الباسيج والمعروفة بإسم”الإمام حسن مجتبى”، وفي مدينة همايون شهر في محافظة إصفهان فقد أضرم شباب الانتفاضة النارفي قاعدة للباسيج تابعة لقوات الحرس، مما أدى إلى إحراق لوحة القاعدة ومدخلها. وفي الإطارذاته استهدف شباب الانتفاضة قاعدة للباسيج تابعة لقوات الحرس في جزيرة كيش بمحافظة هرمزكان وأضرموا النار في لوحة القاعدة ومدخلها. کما إنه وفي سياق متصل يوم الاثنين أضرم شباب الانتفاضة النار في مجمع يحمل اسم الحرسي الهالك ”قاسم سليماني“ التابع للباسيج في اصفهان وأضرموا النار في مدخله ولوحته. وهذه النشاطات لها معنى ومغزى وتأثير خاص جدا على الشعب الايراني حيث إن النظام الذي يسعى دائما لتصوير نفسه بالنظام المنيع والممسك بزمام کل شئ لکن هذه النشاطات تفضحه وتکشف مدى عجزه أمام إرادة الشعب التي کانت إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، واحدة من تجلياتها وسيبقى کابوس هذه الانتفاضة يخيم على النظام حتى حسم الامور کلها معه وإن ذلك اليوم ليس ببعيد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب