26 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

کابوس مدى الحياة على صدور العراقيين!

کابوس مدى الحياة على صدور العراقيين!

لو قمنا بمقارنة أسوأ الفترات التي مرت بالشعب العراقي خلال العهد الجمهوري، من حيث المعاناة والاوضاع الوخيمة من فلتان أمني وفقر وعدم إستقرار وإنتشار الجريمة والتطرف والارهاب والفساد بکل أنواعه، لکانت تلك الفترة التي حکم فيها نوري المالکي طوال 8 أعوام، کرئيس وزراء للعراق، إذ إنها قد کانت وبحق الفترة المظلمة للعراق خلال العهد الجمهوري!
نوري المالکي الذي لايوجد لدى العراقيين أية ذکرى طيبة بالنسبة لديهم بشأنه سوى الذکريات المرة التي تجرعوا خلالها الکثير من المآسي والويلات والمصائب، من الواضح جدا إن الرأي العام السائد لدى مختلف مکونات الشعب العراقي هو عدم إتاحة أية فرصة له کي يبقى في السلطة ولاسيما في مراکز حساسة بحيث يکون بيده القرار، فقد شبع العراقيون من ظيم وإجحاف وطيش وجهل وسفاهة قراراته التي لم تکن تخدم إلا مصالح النظام الايراني لوحده دون غيره.
عندما يصرح سعد المطلبي، القيادي في إئتلاف دولة القانون بأن”رئيس الائتلاف نوري المالكي سيحتفظ بمنصب نائب رئيس الجمهورية مدى الحياة بدليل ان المحكمة الاتحادية اعادت النواب الثلاثة الى مناصبهم وهذا له علاقة بتركيبة الدولة”، فإنه وعلى الرغم من إن منصب نائب الرئيس هو فخري لکن هذا الکلام لوحده يشکل کابوس للعراقيين بأن يبقى”ثقيل الظل والدم”المالکي مدة الحياة على صدور وقلوب الشعب العراقي!
مايجري اليوم في العراق يعتبر أشبه مايکون بمهزلة تثير السخرية من کل جانب، إذ إنه وفي الوقت الذي يجب فيه محاسبة المالکي وحتى محاکمته على ماجرى للعراق والشعب العراقي خلال فترة حکمه التي کانت خالصة لصالح النظام الايراني، فإنه يتم الاعلان عن إحتمال بقائه في منصب فخري مدى الحياة، وکأن ذلك يعني تحد لإرادة الشعب العراقي ولمشاعره بأن يتم فرضه رغما عن الجميع وفق لعبة المحاصصة الحزبية ـ الطائفية ـ العرقية المقيتة التي لانظير لها في کل العالم.
التغيير في الکثير من الاحيان ولاسيما عندما تکثر الاخطاء وتتضاعف السلبيات بحيث تتجاوز الحد والمستوى المسموح، يصبح أمرا لابد منه، والعراق برأينا بحاجة ماسة للتغيير، تغيير في الوجوه وتغيير في الاساليب المتبعة وفي النهج السياسي المعتمد، تغيير يشعر من خلاله الشعب العراقي بأنه يجسد إرادته وطموحاته وإن من يجلس في مواقع المسٶولية هو معبر عنه وعن طموحاته وأمانيه، إذ إن الواقع الحالي في العراق، لايمت للشعب العراقي بصلة لکونه لا ولم يستفاد لحد الان أي شئ سوى المصائب والکوارث، فهل سيحدث ذلك من دون إنهاء نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق؟!

أحدث المقالات