23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

يُمنع منعاً باتاً دخول الشيعة !؟؟

يُمنع منعاً باتاً دخول الشيعة !؟؟

هذا ما توقعناه .. وهذا ما قلناه في عدة مناسبات ومحافل ومداخلات وسطرناه في عدة مقالات , وحذرنا منه أشد الحذر بأن من يدفع ضريبة احتلال وتدمير العراق وقتل وإبادة أبناء شعبه بغض النظرعن أي انتماء لهذا أو ذاك المكون , أو تلك القومية أو الطائفة  هم الناس الأبرياء , فما بالكم بمن قاموا بالتهجير والطرد والقتل والحرق والتقطيع والخطف والسجن والاعدام على الهوية والمناطقية والأسم منذ نكبة وكارثة الاحتلالين وحتى هذه اللحظة باسم الشيعة وباسم يا لثارات الحسين … !؟, بلا أدنى شك بأن الناس المغفلين والمساكين والأبرياء هم وليس غيرهم من سيدفعون ضريبة عالية وباهظة الثمن , وسيلاحقون وسيطاردون أيضاً على الهوية والأسم والانتماء المذهبي ليس فقط خارج العراق أو البحرين أو اليمن أو سوريا … ألخ , بل حتى في داخل أوطانهم وأماكن سكناهم عاجلاً أم آجلاً .

شخصياً .. لا أمثل إلا نفسي , ولكن لطالما كنا نعيد ونكرر ما قلناه وكتبناه مراراً وتكراراً , نحن عرب مسلمون عراقيون فقط , لا ننتمي لأي مذهب أو طائفة أو جماعة أو تجمع أوحزب ديني أو علماني , بقدار ما نحمل من أسماء وألقاب وعناوين مناطقية , نصنف بسببها أو نؤخذ بجريرتها على أننا من هذا المذهب أو تلّكّم  الطائفة أو القومية , وهذا قدر العراق والعراقيين  , شئنا أم أبينا , أصبح أو صار واقع حال واستفحل منذ عام 2003 , حتى أن كاتب هذه الأسطر فوجئ يوماً ما قبل عدة سنوات في أحدى الدول الأوربية التي درس وعاش فيها ردحاً من الزمن … بسؤال جداً غريب حينما سألني بعض معارفي وأصدقائي الذين كانوا يعرفونني بأني فقط عربي من العراق , لكنهم باغتوني بالسؤل تصورته غريب جداً , وكان كالتالي :
يا فلان … هل أنت شيعي أم سني ؟ فكان الجواب بدون تردد  ” مسلم فقط ”  فأصر السائل على سؤاله !’ وذهب إلى أبعد من ذلك !؟, وسألني هل تصلي !؟, فأجبته إن شاء الله .. نعم  , فقال لنرى كيف ستصلي عندما يحين وقت الصلاة ؟, وسنعرف هل أنت شيعي أم سني !, وعند ذلك كانت الغرابة والمفاجأة أكبر !, عندها فكرت ملياً كيف لي أن أخرج من هذا المأزق ,أفوت وأضيع عليهم الفرصة ؟, وهذه اللوثة العقلية وهذا الوباء الطائفي الذي لاحقني حتى وأنا في ديار الغربة , وأنا على بعد آلاف الأميال من بلدي , وعندما قمت لأداء فريضة الصلاة  . وقفت أمام ربي سبحانه ودعوته بأن يشفي العرب والمسلمين والعالم من مرض ووباء العنصرية والطائفية , وحولت أمري إليه , وصليت بطريقة ربما لم تخطر ببال أحد , رفعت يدي اليمنى وأسبلت يدي اليسرى عند أداء الصلاة . وضيعت على أصدقائي الأوربيين الفرصة , ضحكنا وتسامرنا بعدها ,  وشرحت لهم أسباب وأبعاد وملابسات هذه الفرية والإكذوبة التي بشر وطبل لها الأمريكان والصهاينة وعملائهم وأراذلهم .

 يجب أن نقول كلمتنا ورأينا بكل وضوح وصراحة , وأن لا نقف مكتوفي الأيدي , إزاء ما يجري وما سيجري قريباً , من اجراءات تعسفية مستقبلية بحقنا كعرب وكمسلمين , والتي ربما ستتطور وتأخذ أبعاد لا تحمد عقباها ولا يمكن لنا أن نتخيلها أو نتصورها في المستقبل القريب , أرجوا أن أكون مخطأ … لكن بصراحة يبدو لي … بأننا كعرب وكمسلمين وكعراقيين خاصة سنعامل وسنصنف على أسس طائفية وعرقية بحتة , وسيكون اسم الطائف مكتوب بشكل رسمي في الهوية أو جواز أو وثيقة السفر , أو ربما سنقرأ على مداخل الحدود والمطارات يمنع دخول الشيعة والحيوانات !؟, كما كان في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية , عندما بدأت الاستعدادات لطرد اليهود من أوربا وخاصة ألمانيا , وتوطينهم في فلسطين , عندها كُتبت لافتات على مداخل وأبواب الأماكن العامة وخاصة المطاعم والمتاجر ” يمنع منعاً باتاً دخول اليهود والكلاب ” وهذا ما نخشاه بعد جرائم أمريكا وإيران وروسيا في كل من العراق وسوريا واليمن .

لهذه وغيرها من الأمور التي بدأت بوادرها تطفو على السطح , مع اشتداد الحملة والحرب الإقليمية التي تعصف بالنطقة , اولتي ستكون على رأس أهدافها وأولوياتها بالنسبة للتحالف العربي الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية , هو تحرير سوريا من قبضة عصابة آل الوحش ( الأسد ) , ومن قبضة داعش صناعة أمريكا وإيران والنظام السوري والروسي , ومن ثم في العراق لاحقاً ,  ظهرت أيضاً منذ عدة أسابيع مع اشتداد هذه الحملة … حملة  جديدة أخرى في المطارات التركية وبعض دول الخليج العربي , وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة , وهي تشديد الرقابة والتدقيق في هويات وجوازات القادمين من العراق على أسس طائفية بحته , وقد تم إعادة بعض الأشخاص بسبب الاشتباه بانتمائهم لهذه المليشية أو تلك العصابة خوفاً وتحسباً من قيامهم بعمليات إرهابية , وكذلك علمنا أيضاً بأنه تم قبل يوم أو يومين إعادة واستبعاد القيادي في حزب الدعوة المدعو ” سامي العسكري ” في مطار دبي وعدم السماح له بدخول دولة الإمارات , وهذا من وجهة نظرنا شيء جيد ويصب في صالح إعادة النظر من قبل الدول العربية كافة بكيفيت التعامل بالند مع هذه العصابة  المارقة التي تحكم وتدير شؤون العراق على اسس طائفية مقيتة منذ 13 عشر عاماً , والتي قامت بنهب وتهريب ثرواته وخيراته ومقدراته وآثاره ومقتنياته , بما فيها إلى هذه الدول الخليجية وعلى رأسها دولة الأمارات العربية المتحدة , ولكن في نفس الوقت يجب أن يأخذ الأشقاء العرب بنظر الاعتبار , بأن هنالك أخوة عرب عراقيون لهم في العراق ينتمون لهذه الطائفة العربية التي شوه ودنس اسمها وتاريخها العربي , والتي تم خطفها  من قبل إيران وأذنابها وعملائها وجواسيسها وميليشياتها , وهؤلاء المساكين لا ناقة ولا جمل لهم في كل ما جرى ويجري منذ بداية الاحتلال وحتى يومنا هذا , بل كانوا ومازالوا فقراء تعساء يهيشون على أكداس المزابل والنفايات .

أخيراً كعرب عراقيين عروبيين يجب أن لا نسمح لأي حكومة أو فئة أو جهة أو أي دولة عربية كانت أم إسلامية , أن لا تتعامل مع الجميع بنفس الطريقة , وتصدر الأحكام على العراقيين الشيعة العرب مسبقاً , أو تأخذهم بجريرة هؤلاء القتلة واللصوص والسراق والعملاء والخونة والجواسيس , من أولئك الذين جاءت بهم إيران وأمريكا وبريطانيا وحلفائهم من أغلب حكومات الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها دول الخليج العربي , عندما سمحوا وسكتوا على تنصيب هذه الشلة وهذا النفر الضال على رقاب العراقيين , واعترفوا بهم وفتحوا لهم سفارات في عواصمهم … ويا ليتها سفارات حقيقية وسفراء أكفاء , بل كانوا ومازالوا سراق وسماسرة ومهربين ومزورين فواتير وصفقات تجارية على الورق فقط  نهبوا خلالها وبواسطتها مئات المليارات من قوت الشعب المرمي على قارعة الطريق .
وللحديث بقيـــــــــة