10 أبريل، 2024 5:13 م
Search
Close this search box.

يو تيو

Facebook
Twitter
LinkedIn

يو تيو ………………..!
احتراماً للقاري الكريم ، وهذا الموقع الذي نكتب فيه فقد احجمت عن انهاء عنوان هذا المقال بحرف السين .. ذلك ان اليوتيوب تحول اليوم الى ساحة للبذاءات والكوارث والكذب والافتراء والخوض في اعراض الناس وقلب ثوابت المجتمع والعلم ، عدا استثناءات قليلة.

واؤكد بداية انه عندما نؤشر لظواهر سلبية خطيرة في مجتمعاتنا ، ونلح على الكتابة فيها ، ثم نرى اصراراً عليها من قبل عدد كبير من الناس ، فان ذلك يعني اننا نسير في طريق الانحدار والسقوط المريع والسريع حتماً .

وسائل التواصل الاجتماعي عامة اصبحت عبئاً على جميع المجتمعات .. وخصوصاً الاطفال ، وهذا الامر لايقتصر على دولنا العربية والاسلامية بل انه وصل الى الدول الغربية التي دقت ناقوس الخطر وبدات هذه الدول باقرار تشريعات تحد من التاثير السلبي لهذه الوسائل بإجراءات لا مجال اذكرها .. ومما فاقم من هذه المشكلة هو قيام ادارة اليوتيوب بدفع مبالغ مالية لليوتيوبرية فتهافت من هب ودب الى انشاء قنوات ، وتنزيل فديوهات مرفقة بأخس انواع الاستجداء بدءاً مناختيار العنوان مروراً بالمونتاج البائس الذي توفره أجهزة الهاتف الحديثة بالمجان وانتهاءً باللغة الركيكة والاساليب الرخيصة في الاستجداء التي ما انزل الله بها من سلطان ، يرافق ذلك انتشار فديوهات ضحلة وتافهة عن كيفية عملالجاجيك وتبسي البتنجان والدولمة واضرار شرب الماء اثناء النوم وكيفية تقشير البطاطا وخبز الخبز من غير طحين ولا ماء ولا خميرة ولا نار ، وكيف تدخل الجنة اذا قلت دعاءً واحداً.. واحداً فقط ، وكيف تمطر عليك السماء دولارات اذا قرات هذه الايات الكريمة فقط !! وكيف تشفى تماماً من السرطان والسكري والقولنج في ٣ ساعات اذا حضّرت هذا الشراب مناعشاب موجودة في مطبخك !! والعناوين : ستنصدم اذا عرفت .. لا تتوقع ماذا قال فلان عن زوجة علان .. شاهد قبلالحذف .. ضاع عمرنا ونحن نطبخ الباميا والمقلوبة بالخطأ .. والطريقة الصحيحة لتبديل بنچر السيارة من غير سپير ولاسپانه ولا نفخ …… الخ من هذه الخزعبلات .

ومع الإجراءات الخجولة لمراقبة هذه الوسائل الاعلامية ومحاسبتها واقتصار اجراءات المتابعة على المحتويات السياسية، وربما الدينية ، الا ان غالبية اليوتيوبرية عرفوا انهم بعيدون عن المحاسبة والمساءلة على ما ينشرون فراحوا يفبركون ويختلقون القصص والاخبار من خيالات مريضة بل ذهب احدهم في فديو منشور وموجود حتى الان الى القول : ان شيخ المعلقين الرياضيين الراحل مؤيد البدري كان متزوجاً من الفنانة العراقية المعروفة …………. ، او ذاك الذي نشر فديو لمباراة كرة قدم هامة وعندما تدخل تجد ان الفديو من العاب الـ video game .. او تلك الفديوات التي تثير النعرات الطائفية والاختلاف الديني والمذهبي ومن الطبيعي ان هناك من يرد على هذه الفديوات ولكن بالاتجاه المعاكس ، وهكذا تكبر الفتنة وتطيح بسلامة المجتمعات والسلم الاهلي ، او ذاك الغبي الذي ينشر كل يوم صوراً لصدام حسين وهو يعيش في الولايات المتحدة الاميركية اصلعَ الراس وذقنه ابيضاً ، او ذاك الذي نشر آخر صورة للفنان عادل امام وهو شبيه جداً بانسان النياندرتال ، او ذلك الدعي الذي عنون مادته : خبر مؤلم قبل قليل وفاة الملك فلان ، او : شاهد لحظة القبض على الرئيس الأوكراني !!.. وغيرها مما لا حد له ولا حصر ، وكل ذلك طمعاً في اللايك والاعجاب والتعليق واشترك في القناة لخاطر الله ، ولا بأس ان يكون التعليق مسبّة او شتيمة فهو عدد ، والعدد يزيد الدفع بالدولار من قبل ادارة اليوتيوب..

كنت قد كتبت عن هذا الموضوع سابقاً .. ولكن الظاهرة اتسعت وكبرت واستسهلها كثيرون من اجل المال .. لمَ لا وهي لاتكلف شيئاً ولا تتطلب جهداً ، وقد بلغت ثروة احد هؤلاء في مصر ملايين الدولارات من فديوهات عادية وتافهة وليس فيها سوى مفاتن النساء او اخبار كاذبة !

الكلام كثير عن اليوتيو…. وقطعاً فان هناك مواد فيها منفعة وفائدة وذات مصداقية .. ولكن الاعم الاغلب هو ان هذه الوسيلة هي خير طريق لتهديم المجتمعات ونشر الجهل والخرافات وتكوين جبهات جهل بديلة عن العلم والطب والمنطق ،وسيقول من يقول : دع الناس تعيش في وقت الضنك ، واذا شئتَ فالغِ آب اليوتيوب من هاتفك ، وسأُجيب بالإيجاب ، ولكن من يحمي احفادي او اطفال بلدي من شرور وسموم هذا السهم الاحمر الذي يفتك بالمنطق والفكر والمعرفة ويعيدها الى عصر التخلف والانكسار والانكفاء..؟ .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب