9 أبريل، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

يوم ولد الفيس بوك مات ساعي البريد

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سنوات ليست بعيدة كانت دائرة البريد والبرق في أي مدينة عراقية هي حلقة الوصل بين المدن والناس داخليا وخارجيا , وكان ساعي البريد شخصية محبوبه للجميع متجولا ببدلته الزرقاء وحقيبته الصفراء المحملة بالرسائل والبرقيات والأخبار السارة والحزينة  , وإضافة لذلك العمل الكبير  كانت الدائرة تقوم بالتحويلات المالية وتأمين إرسال الرزم البر يدية , ورغم بساطة العاملين فيها وبساطة وسائل العمل وقلة نفقاته لم يسجل التاريخ سرقة حوالة أو إختلاس بضاعة محولة . ويومها كان للفلس شأن وللدينار هيبة .
عندما تحولت المهمة للبنوك صارت السرقة والإختلاس وتبيض الأموال مهمة سهلة رغم أن البنوك تتعامل بالكومبيوتر والقاصات الأمينة وسرعان   ما يعلن البنك عن حريق بسبب مس كهربائي , ولأن المال والسلطة توأمين للتعاضد والمؤازرة  صار للبنك إسهام في إسقاط حكومات وتغيير حكام وتبديل  وجوه ,  ومع التطور الحضاري السريع وتطور وسائل الإتصال فقدنا لونا أدبيا  هو كتابة الرسائل العاطفية والفكرية بين أدباء تلك المرحلة وعشاقها , وقد كتب فيه وبه الكثير من أدباء القرن العشرين , حصل كل ذلك عندما ماتت دائرة البريد وإختفى ساعيها فماتت هواية جمع الطوابع  هي
 الأخرى .
 وعلى ذكر ساعي البريد والذي يسمى في مصر البسطكي كانت رائعة محمد عبد الوهاب ورجاء عبده بإغنية : البوسطكيه إشتكوا من كثر مراسيلي ** وعيوني لما بكوا ذابت مناديلي .
ويومها كانت اذاعة بغداد عام 1958 تعيد الأغنية عشرات المرات في دس لأن والد جمال عبد الناصر (الله يرحمه) كان بسطكي , ترى لو عاد أبو السعود الأبياري مؤلف الأغنية ويرى سياسينا الأشاوس وآبائهم الكرام من غير المهن التي تعتمد عرق الجبين ماذا سيكتب .
هل السيد الفيس بوك  وأخوانه وراء عملية موت ساعي البريد , وهل التطور الحضاري خلف إختفاء دائرته , أم أن هناك  عصابة مسح وجود وخلق وجود  وما السيد الفيس إلا ابنا شرعيا لتلك الدائرة الأم  !؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب