23 ديسمبر، 2024 9:39 ص

تختلف الحياة في بغداد وفي عموم العراق عن كل مكان في العالم، وخاصة في هذه الأيام العصيبة، حيث يمر شهر رمضان في أصعب وأحر الشهور واطولها منذ 33 عاما في بلد مسلم ولكن القليل من أبنائه من يطبق شعائر رمضان ، المواطن داخل في فرن كبير وكأنه يشوى ببطء ولا حول ولا قوة له.
ولم يكن يوم إعطاء عطلة بسبب ارتفاع درجة الحرارة موفقاً حيث خلت الشوارع من المارة وهذا ليس هو الحل لان الحر لم يكن ليتوقف عند ذلك اليوم ولكن الإنسان البسيط الذي يقتات من يومه لم يفكر به احد كيف سيكون يومه وبماذا سيرجع لأهله؟ وعندما يرجع ماذا سيجد فهو يستجير من شدة الحر بالهروب من الشمس إلى بيت لا هواء ولا ماء ولا غذاء فيه هكذا يوم العراقي الذي ذهب بإصبعه ليغمس في محبرة الانتخابات لكي يختار الشخص المناسب الذي يمثله ويجلب حقوقه ، يبقى طول يومه يبحث عن قوته ومن اجل الحصول على فرص للعيش مناسبة تليق به كانسان  حاله حال كل البشر على وجه هذه الأرض يعيشون بسلام وتذلل لهم المتطلبات الضرورية  للحياة، هذا جزء مشرق من أيام المواطن فأين يكون المهرب وماهو الملاذ من صعوبة الأيام؟ الضياع وسط صعوبة الحياة وكيف البحث عن مصدر لإمكانية التواصل في مثل هذه الظروف التي تمر على العراقيين فهناك أزمات متتابعة ولا يمكن للمواطن البسيط إن يحقق شيء فمثلا لا يمكن إن يبني بيتا آو يشتري لأن هذا محال وهو خاص للسادة المسؤولين فقط، وليس بامكانه شراء سيارة رغم انها أصبحت من الضروريات وهي خاصة لفئة معينة وكذلك الأشياء الأخرى وصولا إلى ابسط الحاجات الضرورية، فما هي عيشته إذن فلا امن ولا آمان ولا حصول حتى على مفردات البطاقة التموينية  التي تعد لاشيء إمام الملايين من الدولارات التي تنفق هنا وهناك ولا احد يعلم الى أين تذهب؟، والادهى من ذلك إن كثيرا من العوائل التي فقدت معيله بأي شكل من الإشكال من اعتقال آو خطف آو قتل  تعاني الآمرين ولا حياة لمن تنادي هذه حياة المواطن من ذل إلى قهر إلى فقدان إلى جوع إلى معاناة إلى خسران فلم يبق له شيء لأنه أصلا لم يحصل على شيء له قيمة، ليكون له مكانه وقيمه داخل وطنه فهو غير معزز في بلده ولا يملك حقوقـا  ولا يتمتـع بحياة ،وظروفه من أصعب الظروف فهو  يتمنى الخلاص من يومه ليكون يوم جديد أسوأ من الذي قبله لتعود الكره عليه وهو يتحسر على عمره الذي أفناه لخدمه وطنه وينظر للخيرات تسلب وتمر أمواله إمام أعين العالم وهو لا يملك شيء مقابل الثروة التي تنهب. يكفينا عويل ومناداة ومطالبات ويجب ولا يجب وخطوات الحلول الناجعة، لان الذي بيده الحل لا يقدم شيء ولا يسمع ولا يلبي المطالب، فيوم العراقي صعب ولا احد يفكر له حل .