19 ديسمبر، 2024 12:00 ص

يوم عاشوراء يوم اللطم العالمي في عراق الخزعبلات .. 

يوم عاشوراء يوم اللطم العالمي في عراق الخزعبلات .. 

هكذا وصل بنا الحال في عراق اللطم واللطمية الموحد ، فالشعب يلطم والوحدة العسكرية تلطم واللطم يلطم والميت يلطم والموظفين والموظفات يلطمن والكل يلطم والطفل الرضيع يلطم والغاية المخفية هي رفع عدد الأصوات لحكومتنا التي اندمج ولاءها بدماء اللطم متناسين أن هنالك عراقيين لا يعتقدون بفلسفة اللطم ومنهم من يضحك على من يلطم لان اللطم هي صفة نسائية ( خاصة حصرا بالنساء ) وليس كل النساء بل الجاهلات منهن فكيف الحال والرجال يلطمون ، وزراء ونائبات ونواب يلطمون ولا نعرف هل تتحول شعيرة اللطم إلى كرنفال كما هو الحال في البرازيل باختلاف الحركات ( لطم هنا وسامبا هناك ) والكل يلطم بقناعة أو عدم قناعة ، منظر جميل لو خرج أحدنا وهو ذاهب إلى مقر عمله وفي أول تقاطع مروري يرى شرطي المرور في وسط الساحة يلطم وحركة يده تارة تذهب إلى الشمال وتعني حركة العجلات من جهة الشمال وتارة أخرى إلى الجنوب وتعني العكس وعندما يكون اللطم على الرأس تعني لنا وقوف كل العجلات لان هنالك سيارة مضللة قادمة ، ثم بعدها نصل إلى السيطرة العسكرية والجنود يلطمون والبيارق ترفرف وصور الائمة ترفرف وهنا لا بد أن نشير إلى أن صور الائمة لو تبحرنا فيها لوجدنا إن هذه الصور رسمت بيد حلاق وكوافير ماهر فحواجب الإمام تاتو وخط اللحى مضبوط وبميلان يعجز عن رسمه أي عطال أو بطال والعيون فيها من الكحل يتجاوز مكياج ملكة جمال العالم أما تسريحة اللحى فلا بد من وجود مادة اكثر تأثيرا من الجل الشبابي ولو تبحرنا أكثر لوجدنا تقاسيم هذا الوجه لا تدل على وجه رجل ينتمي لصحراء الجزيرة ولا لخشونة هذه الصحراء بل ينتمي لعالم ( بني فارس ) ، وبعد وصولنا إلى الدائرة المخصصة سنجد حفلة لطيمة في الاستعلامات بقيادة الشرطة المكلفة بحراسة المبنى تتوسطهم احدى المنظفات شرط أن يكون عمرها تجاوز الخمسين عاما وهي تلطم بكل قوة والشباب يصرخون ( صل على محمد والـ محمد ) وعلينا أن نشاركم في هذه الصلاة وإلا اصبحنا من احفاد هند ومعاوية  ثم بعدها نصل إلى المصعد لنجد لطيمة خفيفة ( مال مثقفات شابات جميلات مع عطر خفيف لطيف ) ثم نودع جميلات المصعد لنصل إلى غرفتنا فنجد قصاصة ورق تقول ( الرجاء ترك الدوام والتوجه لمكتب السيد العام لإحياء لطيمة رسمية ) وهنا علينا أن نتوحد نساءاً ورجالاً ونقف بالطابور لنقدم التعازي للسيد العام الذي لبس السواد مع ربطة العنق حزنا بالمصاب الجلل وهو قد اجاد هذه التراجيديا بدقة لان وراء هذه التراجيديا الكاذبة صفقات من المناقصات واللفط والشفط  وبقربه وعاء صغير ( طاسه ) فيها تراب من كربلاء المقدسة يستخدمه للرش على الرأس بمساعدة سكرتيرة السيد العام ( صديقة اليوم زوجة الغد ) ، بعدها نعود إلى عجلاتنا التي أصبحت حاملة متنقلة للبيارق الصغيرة مع صور ملونة نرى فيها السهام والخيول والدماء وكأننا في بانوراما صدام حسين في سلمان باك حيث الصورة والصوت والاجواء القريبة من معركة القادسية الأولى التي حملت معها احقاد ندفع ضريبتها ليومنا هذا وكم تمنيت لو خسر المسلمون هذه المعركة ، ثم نعود إلى البيت فنرى جارتنا زوجة السيد ( خوصة ) قد توسطت حديقة منزلي الكبير ومعها نساء الحي وهن يلطمن والمشكل كيف اتجاوزهن دون أن توجه لي سهام اللوم لأنهن نصف عاريات ( فوق الحزام من قوة الضرب على الصدر ) ثم أدخل إلى غرفتي لأجد شاشة التلفاز تصرخ ( يا حسين يا شهيد ) بعدها أهرب مسرعا من غرفتي لاصطدم بالمكنسة الكهربائية واسقط من اعلى السلم إلى اسفل وافقد الوعي ثم اصحى لأجد نفسي اني كنت في حلم ( كابوس ) وأنا الآن في عمان اشكر الله لأني لم اقع في ورطة اللطم الاجباري وأكون ممثلا بارعا ومنافقا اجتماعيا لكسب ود الحضور واحترام الناس وهم يعرفون إن الفواز لا يعتقد بالخزعبلات فكيف يجلس بين اللطامة واللفاطة والشفاطة تحت خيمة اسمها موكب عزاء حسيني وفداك يا سبط الرسول كم كنت كبيرا وكم اصبحت صغيرا بعد أن اصبحت بطلا للخرافة .