23 ديسمبر، 2024 3:30 م

يوم بلا اخبار ….. مقترح عطلة عالمية لكل وسائل الاعلام الاخبارية

يوم بلا اخبار ….. مقترح عطلة عالمية لكل وسائل الاعلام الاخبارية

كم ستكون الحياة جميلة لو لم تكن هنالك اخبار!!,
تخيلوا العالم اليوم بدون الجزيرة وبدون البي بي سي وبدون اي قناة اخبارية !!,
سوف نكون في راحة تامة من كل هذه الهموم المترقبة!.
فالاخبار هي مجموعة من المكدرات تهطل على الانسان فتحيل بسمته حزنا وفرحته نكدا رغم انه لم يكن طرفا فيها !!.
لقد تحولت القنوات والصحف والمواقع الاخبارية الى جيوش مهمتها تدمير العقول و تخريبها او تعطيلها,متخطية بذلك الجسم والدماغ ومتخطية عالم المادة الى عالم العقل مباشرة !!,
فبواسطة المحطات الاخبارية الكبرى والصغرى تم احتلال العراق قبل ان تدخله جيوش الامريكان,وبواسطتها تم صياغة الربيع العربي قبل ان يخرج اي متظاهر عربي!,وبواسطتها صورت ديكتاتورية المالكي على انها اعظم ديمقراطية في العالم الغربي والشرقي!!.
بواسطة القنوات الاخبارية تم تجاهل مظاهرات ملايين اهل السنة في العراق على مدى عام كامل,وتصدرت صور عشر فتيات من جماعة “عاريات الصدور”  شاشات اكبر وسائل الاعلام !!.
بواسطة القنوات الفضائية تم اخفاء كل القصف العشوائي الذي يطال اهل الانبار,وتم استبدالها بحادث مقتل احد الصبيان عندما كان يعبث بسلك الكهرباء!.
انها الجيوش التي تستطيع ان تبيعك البطة على انها ديك,وان تجعل الديك يبيض رغم انه بلا مبيض!!.
القنوات الاخبارية بعد ان عجزت عن ملاحقة الاخبار,اصبحت تكذب في الاخبار,وعندما انكشف كذبها , اصبحت تصطنع الاخبار اصطناعا  ثم تروج لها!,وهنا لا اتكلم عن ذك  الفلم الامريكي الذي يتحدث عن حرب البوسنة ,حين تم صناعة كل الاحداث والمظاهرات والمعارك في استوديو تابع لشركة اخبارية,ثم تم نشر الخبر وكانه حقيقة حتى صدقها الناس!!,بل اتحدث عن عمليات قصف وقتل وتهجير تقوم بها دول وجماعات وعصابات ليس من اجل القتل,وانما من اجل التصوير ,ثم نشرها كاخبار,لابتزاز باقي الشعوب والمنافسين!!.
لقد اصبحت القنوات الاخبارية مثل شركات الفايروسات الحاسوبية,تصطنع الفايروس ثم تنشره في الانترنيت لتصيب به اكبر عدد من المستخدمين ,ثم تعلن انها وجدت برنامج ” الانتي فايروس” القادر على الحماية منه او ازالته!!,انها تنشر الفايروس مجانا ثم تبيع مضاداته بالملايين,يا لها من تجارة مربحة و”ظالمة”!!.
والمشكلة الاكبر والاخطر,ان بعض الحكومات والجماعات والميليشيات اصبحت تهتم بنشر اخبارها وما يقال عنها اكثر مما تهتهم بما تفعله فعلا على سطح الواقع او حتى في اعماقه!,
بل وجدنا ان بعض الحكومات والاحزاب والعصابات تسعى لان تنشر عن نفسها من الاخبار اكثر مما تصنعه على ارض الواقع!,الا ترون ما تدعيه قنوات حزب الله في العراق من عمليات ضد الامريكان لم تقم بعشر عشر عشر ما تدعيه !!.
اليوم نحن بحاجة الى عطلة من الاخبار, عطلة ليوم واحد في السنة,عطلة اخبارية اجبارية تتوقف فيه جميع وكالات الاخبار والفضائيات والصحف والمراسلين والمذيعين عن بث او نشر او كتابة اي تقرير اخباري مهما كان صغيرا او كبيرا ,
يوم لا نرى فيه نشرة الاخبار ولا حصاد المساء ولا ما بعد الخبر!,
يوم لا نرى فيه خطوط العواجل الحمراء ولا وميض “يحدث الان” ولا سيارات النقل المباشر!,
يوم في السنة تتوقف فيه وكالات الاخبار والفضائيات والصحف والمواقع الاخبارية عن العمل,
يوم عطلة للمذيعين مثل عطلة الحلاقين يوم الاثنين !,فيرتاح العاملون في الاخبار من “جرائمنا”,ونرتاح نحن فيه من رؤية  “شكولهم الزفرة”!.
يوم عطلة عاملي للاخبار,تلتزم فيه جميع وسائل الاعلام في جميع ارجاء المعمورة بعدم بث اي نشرة اخبارية او اي خبر عاجل او متاخر مهما كان مهما او كبيرا , لعله ان يكون حافزا عند بعض الجهات التي تنموا بالاخبار ان توقف عملياتها ليوم واحد في السنة ,فيرتاح الدفانون وترتاح المقابر من استقبال ساكنيها الجدد!! ,
سوف توقف تلك الدول والتنظيمات والعصابات عملياتها لانها بكل الاحوال سوف لن تجد من ينقل اخبار عملياتها في ذلك اليوم,لذلك سوف ترجيء كل عملياتها ذلك اليوم الى يوم لاحق!!.
انها دعوة لايقاف القتل لكن من الباب الخلفي,اي من باب الاخبار وصانعيها وناشريها ومذيعيها !.
انها صرخة في صحراء مقفرة ربما  تجد صداها بعد سنوات عندما يوقن البشر بانهم يموتون بقنابل الاخبار اكثر مما يموتون بصواريخ الامريكان واخوانهم الروس وابنائهم اليهود والايرانيين,وعندها سوف لن يوقفوا بث الاخبار ليوم واحد فقط ,بل سوف يسعون لازالة الاخبار وتدمير الوكالات الاخبارية مثلما يسعون اليوم لازالة اسلحة الدمار الشامل ويلاحقون من يروج لها !!.