منذ أعوام طويلة، يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سنويا في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، بالقيام بما يسميه”يوم القدس العالمي”، حيث يقيم مراسيم”خطابية حماسية”، دفاعا عن قضية القدس و هذا الاحتفال الذي إنبهر و إنخدع به قطاع عريض من الشارعين العربي و الاسلامي و ظنوه جهدا صادقا على طريق العمل من أجل تحرير هذه المدينة المقدسة و خلاصها من يد الکيان الصهيوني، لکن ماقام و يقوم بتنفيذه هذا النظام من مخططات مشبوهة ضد الدول العربية و الاسلامية، تثبت حقيقة أخرى مخالفة تماما لما يدعيه.
هذا النظام الذي يقيم هکذا مهرجان خطابي حماسي(نظري 100%) من أجل القدس، فإنه يقوم بتنفيذ مخططات مختلفة عملية 100% تستهدف الامن و الاستقرار في بلدان المنطقة بما فيه دولة فلسطين التي تعاني بفضل مخططاته الخبيثة من إنقسام و إختلاف لا و لم و لن تتمکن إسرائيل من تحقيقه، لکن هذا النظام الذي دخل بشعارات طنانة و رنانة کاذبة على العرب و المسلمين عموما و الفلسطينيين خصوصا، حقق أکبر شرخ في الجسد الفلسطيني بفعل مخططاته المشبوهة التي يهدف من ورائها لتحقيق أهدافه المبيتة التي لاعلاقة لها لا بالقدس ولا بالقضية الفلسطينية.
في الوقت الذي يقيم فيه هذا النظام هکذا إحتفال مشبوه، فإن العرب و المسلمون يرون بأم أعينهم ماذا يفعل بحق شعوب سوريا و العراق و اليمن و لبنان و البحرين و بقية شعوب المنطقة عندما يصدر إليها أفکاره المسمومة ليعمل على بث الخلاف و الانقسام و التناحر فيما بينها، والانکى و الاکثر إثارة للسخرية و التهکم، إن هذا النظام وفي الوقت الذي يرفع عقيرته بشعارات الوحدة الاسلامية و يدعو کذبا الى التقريب بين المذاهب و يحتفي بيوم القدس العالمي، فإنه بنفسه من قام بزرع بذور المواجهة الطائفية في العراق و سوريا بصورة خاصة، ولو کان هذا النظام يهمه القدس و القضية الفلسطينية حقا لما کان يجدر به أن يعمل على زرع الفرقة و التناحر بين الفلسطينيين خصوصا و شعوب المنطقة عموما.
المثير للسخرية، إنه لايزال هنالك من يصدق بهذه المسرحية الفجة التي يعيدها هذا النظام کل سنة، متجاهلين أو متغافلين بإن الشعب الايراني نفسه لم يعد مقتنعا بها، وهاقد رأى العالم بأم عينيه يوم الجمعة الماضية و عقب التظاهرات المفتعلة للنظام في مدينة أصفهان ثاني أکبر مدينة في إيران، کيف إن المتظاهرين إنقلبوا على النظام و على المسرحية نفسها عندما رددوا شعارات مناهضة منها: “اتركوا سوريا وفكروا بنا نحن”، هذا الى جانب إنه من المفيد أن نذکر ماقد ردده المتظاهرون في نفس اليوم من عام 2009، “لا لغزة ولا لبنان روحي فداك إيران”.
الخطر الذي شکله و يشکله هذا النظام المراوغ و المخادع و الخبير بکل أنواع الدجل و التدليس، هو أکبر خطر يواجه المنطقة کلها بل و حتى صار خطرا على القضية الفلسطينية نفسها بعدما شق وحدة الصف الفلسطيني و جعلها تبدو في أضعف حالاته، وهنا نسأل: من الذي يستفيد من الفرقة و الانقسام في الصف الفلسطيني؟ وأسئلة أخرى کثيرة تبين بأن هذا النظام هو فعلا کما قالت زعيمة المعارضة الايرانية بٶرة و مصدر الاوضاع السلبية في المنطقة کلها ولا أمن ولا إستقرار طالما کان باقيا، وإننا لانرى في هذا اليوم الذي سماه کذبا و لأهداف و غايات خاصة بيوم القدس العالمي سوى(يوم الکذب العالمي)لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.