لفت انتباهي قبل ايام دعوة بعض المختصين بالشأن الرياضي بتسمية اليوم الذي يخوض فيه المنتخب الوطني مباراة دولية بيوم الوطن لما يشكله هذا اليوم من قوة التلاحم والتوحد بين مكونات الشعب العراقي وفي هذا اليوم تتوحد الجماهير العراقية بكل اطيافها ومذاهبها بغاية واحدة وهدف واحد هو تشجيع منتخبهم الوطني دون الرجوع فيما اذا كان هذا اللاعب سني او ذاك شيعي او مدافعهم كردي ولا مهاجمهم مسيحي او من باقي الاطياف التي يتميز بها العراق بتعددها .
في ابسط تعريف للوطن والمواطنة هو ان كل انسان ينتمي الى بقعة جغرافية معلومة ومحددة بحدودها تسمى وطن وان انتمائه لها يسمى بالمواطنة , فالوطن والمواطنة مفهوم مهم فيما اذا لو ارادت الدولة زرع روح الولاء والانتماء الى وطنهم والحفاظ على ممتلكاته والدفاع عن اراضيه وغير ذلك ولكن للاسف لم ارى حتى هذه اللحظة وبعد اكثر من عشر سنوات من سقوط الصنم اي توعية او توجيه للمواطن في ماهية ادوارهم وما لهم وما عليهم كمواطنين عراقيين .
قبل فترة كنت في احدى محاضرات كورس اللغة الروسية وكانت المادة عن اوكرانيا وعن اليوم والوطني وهو يوم استقلال اوكرانيا من الاتحاد السوفيتي والذي يعتبر عيد رسمي تحتفل به الشعب الاوكراني من اقصاه الى اقصاه سئلت الاستاذة عن تأريخ العيد الوطني لكل واحداً منا , الصيني اشار الى تأريخ يومهم الوطني وكذلك التركي والهندي ولكن عندما وجه لي السؤال ظللت حائرا لان لا اعرف ان في العراق يوجد يوم وطني او يوم استقلال للوطن ! فاجبتها بالروسي ( يا ني زنايو ! ) انا لا اعرف .. فابتسمت لتوجه السؤال لزميلي الاخر وهو ايضا من العراق الذي هو كذلك لا يعرف فاثارها هذا الامر وعن قلة ثقافتنا الوطنية ! وقالت : اليوم عندما ترجعون الى بيوتكم ابحثوا في الانترنت عن يومكم الوطني !.
كنت اعرف ان في السابق كان هناك العيد الوطني العراقي وهو يوم الغاء منصب المندوب السامي البريطاني على العراق رسمياً من قبل بريطانيا وقبول العراق كدولة كاملة العضوية في عصبة الامم في يوم الثالث من شهر تشرين الاول عام 1932 اما الان فلا يوجد يوم للوطن معترف به من قبل الحكومة العراقية .
كان من المفروض على الحكومة ان توعي الشعب عن ماهية المواطنة وكيفية العمل وزرع روح الانتماء للوطن وان تثقفهم بشتى المجالات من خلال التربية والتعليم وكذلك الاعلام فبدلا من تبقى تحارب الارهاب والمفسدين حتى صار كل الناس يعرف بان ( الارهاب لا دين له ) ولكن لا يعرف ما هي واجباتنا تجاه وطننا وما على الوطن ان يقدم لمواطنيه من حقوق كالامن والكرامة والكفاية الاقتصادية وغيرها وان يكون هناك يوما خاص للوطن مثل باقي البلدان .
بين حانة الوطن ومانة المواطنة ضاع علينا يومنا الوطني , فالذي ارجوه من حكومتنا ( الوطنية ) ان تبحث لنا عن يوم للوطن نحتفل فيه مثل باقي الاوطان حتى ولو بالانترنت ! , دمتم امنين وطنا ومواطنين .