23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

يوم المسرح العالمي ، هل هو يوم فرح ام حزن  ؟

يوم المسرح العالمي ، هل هو يوم فرح ام حزن  ؟

تمر علينا هذه الايام مناسبة يحتفل بها مسرحيو العالم وهي ذكرى يوم المسرح العالمي

والتي تصادف في يوم 27 اذار من كل عام بكلمة موحده او خطاب سنوي يكتبه وينشره احد المسرحيين العالمين

و يتناقله الجميع كخطاب موحد للجميع …

..اسال ويسال كل مسرحي اين المسرح العراقي ؟

 والى اين سيمضي ؟ وكلنا يقرا ويسمع كلمات خطيره من اساتذه مهمين عن تردي الواقع المسرحي

وانحسار العروض المسرحيه التي ان وجدت فهي من الندره بحيث صارت تعد على اصابع اليد الواحده

وتوقف اغلب مخرجو المسرح الكبار عن العمل والانتاج المسرحي لاسباب معلومه ومجهوله

ولازال المسرح يشكو من قلة كتابه واختفت الاعمال العظيمه وكلاسيكيات المسرح العراقي التي كنا نفاخر بها

رغم انها جاءت في ظروف  قاسيه ابان زمن النظام السابق

وصرنا نعاني اليوم غياب اهم كتاب ومخرجي المسرح بين مهاجر او مريض او متوفي ونعاني ايضا من ضعف البنيه التحتيه للمسرح حيث لم تعد مسارحنا كما كانت والاهمال بدا واضحا جدا اذا ماقارنا عدد المسارح التي كانت تنتج عروضا في زمن النظام السابق الذي كان يقيد الابداع ويراقبه ويحاول ان يؤدلج كل شي لصالح نظامه ومع هذا فقد كانت فترة ذهبيه وهذه مفارقه كبيره من حيث كم ونوع الاعمال المسرحيه التي قدمت ومن حيث تنافس كبار المسرحيين على العمل مع هيمنة سطوة الرقيب السابق

 وبعد سقوط النظام السابق وغياب الرقيب المخيف الذي كان متخلفا ويسمح بالتلاعب به فوجئ الجميع بفترة رقاد وسبات تحولت في بعض الاحيان الى شلل دب بجسد المسرح حيث لم نسمع ولم نشاهد اعمال عظيمه كالتي قدمت بالزمن السابق …وهذه تشير الى اشكالية خطيره فمن يصدق ان غياب الرقيب والخوف منه يؤدي الى هذا التراخي والابتعاد عن المسرح وهناك جملة عوامل اخرى قد تكون مبررا لهذا التراجع الخطير ومنها خروج بعض المسارح التي كنا نفخر ببناءها ومعمارها عن الخدمه اما بسبب الاهمال او بسبب القصف الذي تعرض له احد اهم مسارح العراق وهو مسرح الرشيد الذي صار اثرا بعد عين ويحاول بعض النبلاء اعادته للحياة …

الكاتب علي عادل 

هل نقرا السلام على المسرح وهل السبب بالمسرحيين ام بالجمهور ؟

وهل قدمت للجمهور عروضا توازي ماكان يقدم يوم كان الناس يقفون على اقدامهم بسبب امتلاء كراسي المسرح …في مسرحيات كالجنه تفتح ابوابها متاخره او ياطيور او النهضه او كاروك او المومياء او الذي ظل في هذيانه يقظا او غيرها من الاعمال العظيمه التي لازالت راسخه في اذهان المتفرج

اين تكمن المشكله ؟ وماالذي حدث للمسرح بالضبط ؟

 المسرح ركن مهم جدا من اركان  الثقافه الرئيسه  وهو انعكاس لواقع البلدان يتاثر بما تتاثر به سلبا او ايجابا يتعافى معه او يمرضكما يمرض كل شي لماذا صرنا نفتقد للمبادرات بينما اكتفى الكبار بلعن الحظ العاثر فقط  ويتلاومون فيما بينهم ولا احد يتحمل المسؤوليه؟

 لابد من طرح مبادرات لايجاد حلول حقيقيه لانقاذ المسرح العراقي

الذي كان يعد من اهم وافضل المسارح العربيه ويشار له بالبنان

 اثق بان الظروف لن تعجزنا ولامكان للتكاسل عن التفكير بحلول ناجعه لواقع المسرح المريض 

ان للمسرح العراقي رجالاته الذين يقع عليهم واجب اخلاقي وتاريخي  في عدم الرضوخ لكل اسباب انتكاسة واقعه  ولندع جانبا هذا الاحتفال السنوي الذي نكتفي فيه بالقاء الخطاب المسرحي الموحد

اذ مافائدة خطاب مسرحي مستورد من الخارج ؟

 ولماذا لانعمد الى كتابة خطاب عراقي نشحذ فيه همم بعضنا ونبدا من جديد 

وهل عافية المسرح  فقط باقامة مهرجان واحد هنا او هناك لاترقى الى مستوى التقليد السنوي حيث نفتقر لمهرجان واحد على الاقل يكون تقليدا سنويا  …!

هل فكرنا باعادة الروح لمسرح الطفل ومافائدة مهرجان واحد او اثنين خلال اكثر من 10 سنوات هل فكر المسرحيون بالتنسيق مع وزارة التربيه لاعادة الروح الى المسرح المدرسي ؟

 وهل اعيد بناء المسارح ضمن المدارس بدلا من تحويلها الى مخازن للكتب والمهملات …

الكل بقي متفرجا على وقائع موت المسرح المعلن والمخفي والكل يعصبها براس غيره

او براس الحكومه التي لم تفكر اصلا بالثقافه الا بطريقة متخبطه لاترقى لمستوى خلق انسان جديد خرج من زمن حكم دكتاتوري وهو محمل بكل هذا الوجع ومتطلعا لمستقبل افضل …هذا عن واقع مسرح العاصمه

اما حال  المسرح العراقي بالمحافظات وتحديدا البصره مدينتي فحدث ولاحرج من الاهمال والتهميش وعدم وجود دعم حقيقي لاي فنان من فناني المحافظه  حيث لم يبنى دار عرض مسرحي واحد بعد التغيير وتعرض مسرح بهو الاداره المحليه بالبصره الذي كنا نمني النفس بان يتحول الى قاعة عرض مسرحيه نموذجيه الى الهدم وحل محله سوق تجاري كبير امام سكوت وذهول فناني المدينه وهناك محاولات حثيثه لتهديم او قتل المسرح الاخير بالمدينه وهو مسرح عتبه بن غزوان بالعشار حيث سمعنا اخيرا ان المراب الخاص بالمسرح قد يلحق بضريح احد الاولياء

  وبالتالي قد يكون مبررا لغلق المسرح الذي يلاصق الضريح مستقبلا  …واخيرا وبينما تمر بنا ذكرى يوم المسرح العالمي يبقى السؤال هل هو  يوم للاحتفال والفرح ام يوم للحزن عليه ؟

هل سياتي اليوم الذي تستنهض فيه الهمم لاعادة الهيبه لمسرحنا العراقي؟

فلايكفينا مهرجان يتيم هنا او اخر ولايكفينا التباكي على الماضي وكيف كنا وماذا عملنا وكل ارشيف ابداعاتنا لاستعادة دور المسرح العظيم الريادي كاحد اهم مصادر الثقافه والتنوير بالمجتمعات

 ونحن مسرحيو المحافظات كما نسمى كنا ننتظر ان تستمر نهضة مسرح العاصمه التي تمثل القلب للجسد فاذا مرض القلب تداعى سائر الجسد بالمرض رب قائل يقول ان وضعنا السياسي وكل مايمر بالعراق من اضطرابات ومشاكل وعدم استقرار انعكس بالسلب على التفكير بحاضر المسرح مابعد التغيير وهذا الكلام ليس دقيقا اذا ماتذكرنا حجم الاموال الطائله التي صرفت على الثقافه والتي لم تستطع رغم ضخامتها ان تؤسس لواقع مسرحي مزدهر ومشرق …

وبعد كل ماذكرت يبقى الامل بالغد المشرق مادام المسرح العراقي يمتلك اسباب النهوض من جديد اذا ماتظافرت الجهود المخلصه والنبيله لرجالاته

كل عام وانتم بخير ايها الاصدقاء في كل الوطن كل عام وانتم مبدعون ورائعون رغم كل الظروف القاسيه

كل عام والمسرح للشجعان

وسيبقى حرا يابى القيد ولايعترف به