23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

يوم القدس العراقي

يوم القدس العراقي

هل حقا نحن نرغب بتحرير القدس؟ هل باستطاعة العرب، أو المسلمين، أو الشيعة، أو العراقيين، من تحرير القدس؟ هل القدس ترضى، وتبتهج بتحريرها من مستعمريها اليهود؟.
اسئلة بدرت الى ذهني، قد يجانبني بعضهم، أو قد يهجم علي بعضا اخر من المرتزقة، والناعقين، قد اكفر، قد اقتل على يد أحباب الرب، وخلفائه في العراق!.
يوم للقدس عالمي اقترحه السيد الخميني رضوان الباري عليه، ليجسد هذا اليوم تاريخا ثابتا للمطالبة بحقوق المظلومين في بقاع المعمورة، انها صرخة بوجه كل باطل، وانحراف، وظلم، اذا هو ليس يوم خاص بالقدس المدينة! وفلسطين التكفيريين، النواصب (مع احترامي للمعتدلين) وهم يرفدوننا بجثث كلابهم العفنة لتتفجر بين المصلين، أو في الاسواق، أو الفقراء، دون مغتصبهم الحقيقي اسرائيل؛ ليس لسبب ما سوى لأننا شيعة امير المؤمنين.

لو فرضنا اننا حررنا القدس كما يزعمون، لمن يكون نفوذها؟ هل تكون القدس سنية؟ ام شيعية؟ وهل يكون نفوذها ايرانيا؟ أم سعوديا؟ أم امريكيا؟ أم تركيا؟

العراقيين اليوم؛ كما يرتأى الى ذهني، كأنهم مجموعة أشخاص ساكنين في منزل واحد من عدة طوابق، يتخاصمون، ويتجادلون على بعض الابواب والشبابيك، والاثاث، في حين يهدم اساس، وجدران ذلك المنزل من اطراف خارجية، بعضها تمول ساكني هذا المنزل، من اجل التمسك بهذا الباب، وذاك الشباك ليس حبا بهم، أو اثرية ونفاسة تلك المتنافس عليها، بل لزيادة الفرقة من اجل السيطرة على ذلك البيت(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)الانفال46، غافلين، أو متغافلين تماما عما يدور بين ظهرانهم حتى ما أن يصحوا ليجدوا الباب والشبابيك ممددتان على الارض، ولا يجدي امساكهم بها.

الموصل، والفلوجة، وبغداد، والعراق على ما أعتقد انها اولى من القدس، وكل المقدسات الاخرى خارج العراق(هذا الكلام للعراقيين الشرفاء طبعا) فما فائدة القدس أو الحجاز أو حتى اليمن أو ايران بالنسبة للعراقيين الذين يبحثون عن أمن وطنهم، وبلدهم بعيدا عن التابعية والطائفية، والتفاخر بالغير.

يوم القدس العراقي، كان يجب أن يكون في ذكرى تأسيس الحشد الشعبي، واصدار الفتوى الالهية المباركة، في الخامس عشر من شعبان من كل عام، واعتباره يوما وطنيا يحتفى به، لأنه حفظ للعراقيين ماء وجههم، وشرفهم وعزهم، وابقاهم مرفوعي الرأس، الفتوى التي فاجئت كثيرا من المخططات الامبريالية، والسياسية من أجل تقسيم العراق الى دويلات طائفية، وابقائه موحدا شامخا، يسطر ابنائه اروع ملاحم التضحية والبسالة، والكرم(الجود بالنفس اقصى غاية الجود).

نحن بحاجة الى يوما قدسيا بغدادي، يثور فيه أبناء العراق الغيارى على الفساد، والفاسدين، يوما ينقلب العراقيين على ذاتهم، ليغيروا الوجوه الكالحة التي لم تجلب للعراق الا البئس والدمار.