الأول من أيار ذكرى لإحياء نضال العمال وهو يوم عطلة لكثير من دول العالم ،. بدأت فكرة “يوم العمال” في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من أيار / مايو ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدولية الثانية للأشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886. التي وقعت نتيجة للإضراب العام في شيكاغو وشارك فيها عموم العمال، والحرفيين والتجار والمهاجرين. في أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على المضربين فتم قتل أربعة من عمال شركة ماكورميك للحصاد الزراعي، وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت. وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض التجمع، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة. وأدى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب إلى وفاة ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة. وتلي ذلك محاكمة مثيرة للجدل، حيث تمت محاكمة ثمانية بسبب معتقداتهم السياسية، وليس بالضرورة عن أي تورط في التفجير. أدت المحاكمة في نهاية المطاف إلى الحكم بإعدام سبعة أشخاص. كان احدهم (أوجست سبايز) أرسل خطابا إلى ابنه الصغير (جيم ) قال فيه عندما تكبر يأبني ستعرف لماذا أموت أضحي من اجل قضية شريفة وانأ برئ من التهمة ؟، وستفخر بابيك.؟ كان حادث هايماركت مصدرا لغضب الناس في أرجاء العالم. في السنوات التالية بعد إن اعترف مدير البوليس عند تقاعده ومرضه إن البوليس هو الذي رما القنبلة ولفق التهمة للعمال، وهز اعتراف مدير البوليس كل ولايات أمريكا والعالم، وظلت ذكرى “شهداء هايماركت” في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة بالأول من مايو- أيار .
** هكذا أصبح الأول من أيار احتفالاً دولياً لنضال العمال ولانجازاتهم في تنمية الصناعة والاقتصاد، وحضي باهتمام وتقدير الكثير من دول العالم، تقام فيه الاحتفالات والمهرجانات والمسيرات، وفي كثير من الأحيان يتخذ الناس هذا اليوم كيوم للاحتجاج السياسي، أو كيوم للاحتجاج على بعض الإجراءات الحكومية ضد مسيرات الدعم لمطالب العمال.
** ولآن العمل يعتبر عصب الحياة، وأساس الحضارة، وسبب الرقي، وساهم بتوفير معظم وسائل الراحة والتقدم للإنسان، عليه لا يمكن الكلام على العمل من دون الكلام على العمال الذين هم الأكثر تأثيرًا في الإنتاج على الإطلاق.، ولهذا تسعى الجهات ذات الصلة والدول إلى تعزيز القدرات التنظيمية والمهنية للعمال ، بوضع المبادئ والأسس التي تساعد على استقطاب الكفاءات والاستفادة القصوى من كل فرد من خلال التخطيط والتعليم والتدريب والحوافز وكل ما له صلة بالتنمية الصناعية والاقتصادية. .
**ولما كانت التنمية أيضا مرتبطة بالعمال فان من مصلحة الدولة إعداد المراكز التعليمية والمهنية وتجهيزها بالوسائل التقنية الحديثة لرفع المستوى العلمي والمهني للعمال لضمان جودة وزيادة الإنتاج، كما من واجب الدولة تهيئة فرص العمل للعمال لمعالجة البطالة التي انتشرت بالسنين الأخيرة .( خاصة الشباب ) .
**إن الاحتفال بعيد العمال يكتسب أهمية كبيرة في هذا الوقت لان الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم تتعرض لظروف صعبة، نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية التي حلت في السنين الأخيرة ، واستهداف الحقوق العمالية بعدما أفلست مئات الشركات الكبرى وتعرض العمال للتسريح وفقدان أعمالهم وارتفاع نسبة البطالة في مختلف دول العالم, وذلك في ظل الهيمنة وسيطرة الاحتكار.
**إن تاريخ الطبقة العاملة في العراق حافل بمآثر النضال الوطني والكفاح السياسي والمواقف المتميزة على مدار العقود الماضية، وقدمت عبر تاريخها العديد من التضحيات والشهداء، وأسهمت بشكل كبير في بناء الوطن وحمايته وحققت عبر تنظيماتها النقابية المزيد من المكاسب والحقوق .
**لكنها ألان في العراق تزداد بؤسا ومعانات، وتستشري البطالة صفوفها ؟؟ بسبب تدمير المؤسسات الاقتصادية والمصانع والورش خلال فترة احتلال العراق، والتي لا يزال معظمها عاطل ولم تصله يد الإصلاح رغم مرور زمن طويل- لماذا..؟؟ لتخبط البلد بصراعات الكتل واحترابها وانتشار الفساد والتخلف وهجرة العلماء لهذا. انتشرت البطالة؟ وهدر المال العام دون إصلاح ما اعتمد تخريبه؟، هكذا تعطلت الأيدي العاملة التي أمدتنا بمتطلبات العيش والتقدم نحو الأفضل . واستقرت ألان على أرصفة الشوارع العامة تشكو مما تعانيه جراء حاجتها للعمل كي تعيش، لقد أصيبت الطبقة العاملة بخيبة الأمل لأنها لا ترى من يواسيها أو ينتشلها من البطالة في وقت قريب؟
**تحية حب وإجلال واحترام للطبقة العاملة في العراق والعالم، ومن خلالهما لكل عامل بهذه المناسبة.. مثمنين ما قدمته وتقدمه هذه الطبقة لخدمة البشرية، وتضحياتها الجسام في النضال من اجل تحقيق حرية الشعوب وسعادتهم.