الحلقة الثالثة : اربيل وسليمانية والتون كوبر
في الحلقتين المذكورتين تم التطرق لمنطقتي تلعفر والموصل وسهل نينوى وكذلك العادات والتقاليد الموروثة لاقامة مراسيم العزاء الحسيني ، والمساجد والحسينيات التي يقام فيها هذا العزاء وكذلك المقامات الدينية والتكايا التي يجتمع فيها زوار الحسين ع في المناسبابت الدينية وخاصة يومي العاشر من محرم والعشرين من صفر ذكرى اربعينية الامام الحسين ع ، وفي هذه الحلقة سنتطرق على هذه المراسيم في داخل اربيل والسليمانية والتون كوبري ، بشكل عام يقل في هذه المناطق العزاء الحسيني بسبب قلة اتباع أهل البيت ع من التركمان والشبك والكرد ، ولكن في كل الاحوال هناك عدد كبير من المشايخ الصوفية يقيمون المراسيم الحسينية ومناقب الرسول ص واهل البيت الكرام ع بشكل يختلف نوعا ما عما موجود في المناطق التركمانية الاخرى ، فحلقات الذكر والدروشة الصوفية تقام بشكل كبير في التكايا والمساجد وخاصة المساجد الجامعة ، وفي المناسبات الدينية وايام الجمع ويشارك فيها عددا كبيرا من محبي اهل البيت من الطريقة القادرية والنقشبندية والكسنزانية .
في مدينة اربيل كما ذكرنا اعلاه بان التركمان والكرد يقيمان المحافل الدينية عبر قراءة المناقب النبوية والتي يتم فيها ذكر امامي الحسن والحسين بشكل عام ومصيبة امام الحسين ع بشكل خاص ، ففي هذه المناقب وكذلك ايام الجمع والمناسبات يتم اقامة الذكر من قبل الدراويش الصوفية ويتم عبر مراسيم خاصة شبيه نوعا ما في الأداء والتنظيم والإخراج لمراسيم الحسينية في المناطق الشيعية حيث يشارك المعزون على شكل مجموعات وحركات صوفية شبيهة عما موجود في اللطميات ولكن دون لطم وزنجيل ، كما ان تركمان اربيل لايزال يطبخون الهريسة في اليوم العاشر من محرم ويوزعونها بين الناس وعلى الجوار والمارة تبركا بمصاب الامام الحسين ع ويضعون فيها ملحا يسمونه ملح الحسين ع تبركا لهذا الامام الهمام ع .
الامكنة والمساجد والجوامع ومقابر اعمدة التصوف واهل الذكر والتي تقام فيها هذا الذكر منها مقبرة الامام محمد – مقبرة النبي عوزير – مقبرة الشيخ عمر، اما المساجد والجوامع مثل جامع القلعة ومسجد ومدرسة الاحمدية في القلعة وجامع خانقاه الخالدية والجامع الكبير في سوق اربيل ومسجد النجارين ومسجد الحاج مولود الاربيللي اضافة الى عدد كبير من التكايا ، اما مراسيم العزاء الحسيني عما موجود في العرف الشيعي فينحصر في البيوت من اتباع اهل البيت ع من التركمان والكرد الفيلية وبعض الكاكئيين وكذلك العرب الساكنين في اربيل حيث يتم اللطم وقراءة المقتل والتبرع بالدم وتوزيع النذور والهريسة داخل البيت والجوار والمارة ، وفي هذه السنة بالذات بسبب الهجرة الكبيرة من التركمان والشبك من تلعفر وسهل نينوى وكذلك الهجرة من بغداد ومناطق اخرى الى اربيل خرجت مواكب حسينية ضخمة وواسعة وصل اعدادها الى ااكثر من 12 موكب وتجمعت هذه المواكب بعد طي مسافة بلطمية حسينية هادئة في شوارع وقصبات أربيل في مسجد وحسينية ال الحكيم في وسط اربيل وكذلك في بناية الحج والعمرة .
اما في السليمانية فان الوضع يختلف كثيرا عما موجود في اربيل ، لان المراسيم الحسينية هنا اوسع واكثر واقدم بكثير وذلك بوجود عدد كبير من الاكراد فيلية والتركمان وكذلك وجود مسجد وحسينية الامام الحكيم قدس سره والذي يعتبر من المساجد الكبيرة في السليمانية ، حيث تبرع مام جلال ارضه في التسعينات ايام المعارضة وتم بناءها من قبل اتباع اهل البيت ع وكذلك بتبرعات من مام جلال شخصا ، وان هذا المسجد الذي يقع في منطقة استراتيجية في السليمانية وبطراز اسلامي جميل خاص يجتمع حوله المؤمنون طولالسنة ، ويقام في هذا المسجد المناسبات الدينية وخاصة ايام محرم وصفر ويشارك في هذه المناسبات اعداد غفيرة من اتباع اهل البيت ع اضافة الى عدد كبير من الكرد وخاصة المسئولين من الاتحاد الوطني الكردستاني حيث تخرج هذه المواكب شوارع السليمانية ثم تعود وتجتمع ثانية في ساحة هذا المسجد ، اما في هذه السنة كانت المراسيم متميزة وكبيرة اكبر بكثير عما كانت في السنوات السابقة .
اما في التون كوبري القضاء التابع لكركوك والواقع بين اربيل وكركوك يقام في مسجد الامام علي ع العزاء الحسيني بشكل بسيط ومستضعف وبشكل يشبه عما ذكرناه في اربيل بطريقة صوفية خاصة وان اكثر اهالي الكوبري وخاصة التركمان منهم يجتمعون يوم العاشر في هذا المسجد بتناول الهريسة الحسينية ثم سماع الموعظة وقراءة القران وذكر اهل البيت ع