18 أكتوبر، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

يوم العاشر من محرم ومراسيم العزاء الحسيني في ديار تركمان ايللي … في حلقات

يوم العاشر من محرم ومراسيم العزاء الحسيني في ديار تركمان ايللي … في حلقات

الحلقة الثانية : – موصل واطراف الموصل
في الحلقة الاولى تطرقنا على مراسيم العاشر من محرم والعزاء الحسيني في تلعفر واليوم نتطرق الى موصل وأطرافها ….
الموصل ثالث اكبر محافظة في العراق وغالبية سكانها من العرب، مع وجود تركماني متميز في اطرافها وهناك عدة احياء للتركمان في مركز مدينة الموصل ولهم فيها عدة حسينيات ومساجد، كما تنتشر في اطراف هذه المدينة مجموعة كبيرة من القرى التركمانية يقدره البعض بـ(٧٠) قرية بالاضافة الى (٥٠) قرية يسكنها (الشبك) وهم من التركمان وسكان هذه القرى على المذهبين الرئيسيين الشيعة والسنة ليعيشوا فيها اخوة متحابين.

ومن اهم هذه القرى (افغاني – بوتبة – بوخور – قرمزي – عرفي – المسطح – شيخ ابراهيم – الحمرة – ترمى – قبك – تل غزو – خرائب جماش – جمعة – مال فيران). وكذلك من قرى ومناطق الموصل التركمانية (القاضية – الرشيدية – وشيرخان – وقرة قويونلو – وقرة يطاق – وسلامية – ويارمجة – وقزراقرة – وتيز خراب – وبانبيت).

وهناك القرى التركمانية للشبك والتي منها: (عربجية وكوكجةلي وطوبراق زيارت وخزنة تبة – وكبرلي – وزهرة خاتون – وترجيلة – وقرة تبة – واورطة خراب – وجنجي والفاضلية وشاقولي وسيدلر. وعن الشبك يقول المؤرخ احمد حامد الصراف (الشبك جماعات من الاتراك تقطن في عشرين قرية في الجانب الشرقي من مدينة الموصل).

وهناك جماعة تركمانية اخرى تسكن في اطراف الموصل اسمها (باج الان) او (باجوان) وهي من القبائل التركمانية، واما قرية الرشيدية التركمانية فان جميع سكانها من عشيرة البيات المعروفة.

بدون استثناء يقام العزاء الحسيني والتشابيه في كل الاقضية والنواحي والقصبات والقرى المذكورة ، وان عدد المساجد والحسينيات والتكايا فيهم لا تعد ولا تحصى ، ان حب الحسين في هذه المناطق الواسعة حب لا يضاهيه حب ، لانهم بهذا الحب يتحدون الارهاب ولايبالون ، ما جرى لهم اخيرا من قتل وتفخيخ وتهجير وهدم لكل الاماكن المقدسة من قبل داعش إلا نتيجة لهذا الحب الجنوني . 

رغم الوضع الأمني المتردي الذي كان سائدا في تلك المناطق قبل الاحداث ولكن اصرار المؤمنون الموالون من أتباع أهل البيت (ع) في محافظة نينوى الحضور في مجالس العزاء الحسيني ، يتوافد المئات منهم كل ليلة الى مجلس العزاء في حسينية شهداء آل الحكيم في نينوى ليسمعوا التعزية ، ويقرأ عدد من المشايخ الفضلاء في هذه الحسينية التعزية والوعظ امثال سماحة الشيخ علي زنكنة وفضيلة الشيخ حيدر العبائي وسيد إبراهيم كما وينشد كوكبة خيرة من الرواديد التي تتحدث عن مصاب أبي عبدالله الحسين (ع) وأخيه أبي الفضل العباس (ع) حيث كان لهذا المجلس إقبالا منقطع النظير من الأخوة المؤمنين في ناحية برطلة وباقي مناطق سهل نينوى.

اما في اطراف موصل والمناطق المذكورة اعلاه فان اكثر المواكب تنطلق من المساجد والحسينيات والتكايا ومنها للعلم لا للحصر( حسينية الزهراء ع ـــ بازوايه ، مسجد الامام المنتظر عج ـــ منارة شبك ، مسجد قائم ال محمد عج ـــ تيز خراب ، حسينية امام الحسين ع ـــ مجمع طيبة ، جامع روضة الوادي الشيخ الشهيد حكمت الموصلي ـــ الفيصلية في نبي يونس ، مسجد وحسينية الحكيم ـــ شيرخان العليا ، حسينية السجاد ع وجامع شيرخان السلفى ـــ شيرخان السفلى ، حسينية الحوراء ع الشيخ سلمان ، جامع فاطمة الزهراء سيد غائب ، جامع امام الحسين ع الشيخ حسين ، جامع علي الهادي ــــ كبه وقره قوينللو ، حسينية عرفات ــــ نمرود ) في اليوم العاشر من محرم ذكرى استشهاد الامام الحسين ع ويوم العشرين من صفر ذكرى اربعينيته تخرج من هذه المساجد والحسينيات والتكايا افواجا هائلة من المعزين على شكل مواكب منتظمة وبمراسيم خاصة متوجهين إلى مقام الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع) ومقام الإمام الرضا(ع) العباس(ع) وصخرة الامام علي ع لتقديم العزاء لهم ، ان الملفت للنظر اختصار العزاء الحسيني في هذه المناطق اللطم باليد دونمراسيم القامة والزنجيل والان نبذة مختصرة عن هذه المقامات

1ـــ مقام الإمام علي بن الحسين ، وكنيته أبو محمد ولقبـــه بعلي السجاد (زين العابدين ) ويقع في قرية علي رش قرب الموصل ، وكان الأمام علي بن الحسين ضمن السبايا التي أسرها جيش عبيد الله بن زياد من أهل وأنصار الإمام الحسين المقتول في كربلاء وكان الإمام عليلاً ، وسيرهم ابن زياد إلي الشام ، ولد الامام ع في عام 38 وتوفي في العام 95 هـ ودفن في البقيع ، ويقيم المسلمون احتفالاتهم الدينية في الأعياد ، حيث تتوجه المواكب الحسينية في العاشر من محرم والعشرين من صفر الى هذا المرقد حيث يتم التجمع وقراءة المقتل وكذلك التشابيه .

2ــ مقام الإمام علي بن موسى الرضا وكنيته ابو الحسن ويقع في قرية تيس خراب ، ويعتبر الإمام الرضا الإمام الثامن لدى الشيعة الإمامية ، ولد في العام 148 هـ ، وتوفي مسموماً في طوس ( مشهد ) عام 203 هـ ، وهو من اجلاء أهل البيت وعلمائهم ، وكان المأمون قد عهد إليه بالخلافة من بعده وزوجه ابنته وضرب اسمه على الدينار ، وضمن باحة المقام توجد مغارة طويلة مضاءة بالكهرباء والشموع منحوتة داخل الصخر ، يقوم الناس بزيارتها والتبرك بها ، بالإضافة إلي وجود مقام رمزي محاط بشباك من الحديد ، والبناء كبير وواسع يقع إلي الشرق من مدينة تيس خراب .

3ــ مقام الإمام العباس : وهو العباس بن علي بن أبي طالب ويقع المقام في قرية العباسية على ساحل نهر الخوصر الأيمن القريب من مدينة الموصل ، ويلقب العباس بأبي الفضل ، وهو أخ الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب من أبيه ، وأمه هي فاطمة من بني أسد وتدعى أم البنين ، وكان حاملاً لراية الحسين عند قدومه إلي الكوفة ، وكان مثالاً للشجاعة والإقدام والفروسية والتضحية ، والمقام الموجود قرب قرية العباسية قريباً من منطقة الشلالات بالموصل .

4ـــــ صخرة الإمام علي : وتقع في قرية باسخــــرا ، وهي صخرة ملساء مطبوع عليها كف إنسان بشكل واضح ومائلة بشكل حاد و عروقها في الأرض ، ويقدم المسلمون نذورهم ودعواتهم ، اعتماداً على قصة تعدو ضمن الرمزيات التي يعتمدها الشارع والبسطاء من الناس ، ويبدو أن ابناء المنطقة ولظروف معينة مرت عليهم قاموا بتشييد تلك المزارات الرمزية للأئمة حيث يقدسون الأئمة الأثني عشر ويعدونهم من الأئمة المعصومين أسوة بكل الشيعة الأمامية ، وينذرون إلي الله بواسطتهم النذور .
ولهذا يعمد ابناء المنطقة من الشيعة إلي إقامة المآتم ومجالس الحزن في الأيام العشرة الأولى من محرم في مناطقهم ،

أحدث المقالات