23 ديسمبر، 2024 1:56 ص

في صيف عام 1988، وعندما کان القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية في خضم إرتکاب واحد من أکثر المجازر الدموية فظاعة بحق السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق والتي تم إعتبارها جريمة القرن بحق السجناء السياسيين، کانوا يعمهون في إجرامهم ودمويتهم المفرطة إذ لم يکتفوا بتلك المجزرة المروعة وإنما سعوا ولازالوا الى إبادة المنظمة إبادة شاملة فإنهم لم يفکروا بأنه ليس لن يفلحوا في مسعاهم هذا وحتى سيأتي يوم سيکونوا مطاردين وملاحقين بسبب تلك المجزرة.
عندما تقدم أهالي ضحايا التعذيب في السجون الإيرانية، بطلب رسمي إلى السلطات الأمنية الأسكتلندية يدعو إلى اعتقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حال شارك في قمة المناخ المقررة في غلاسكو، وتزامن ذلك مع ماذکرته مديرة منظمة العفو الدولية في اسكتنلدا، نعومي ماكوليف، إن لدى المنظمة أدلة على تورط رئيس إيران، في أعمال تعذيب عام 1988 عندما كان مسؤولا قضائيا آنذاك. فإن ذلك يعني بأن تلك الايام التي کان فيها النظام الايراني يطارد معارضيه ويضيق عليهم الخناق بمختلف الطرق ولو في خارج إيران، قد ولت الى غير رجعة والانکى من ذلك إن المعارضين للنظام ولاسيما المعارضة الاهم والاکبر والخصم الرئيسي له والمتمثل في منظمة مجاهدي خلق، صاروا هم من يطاردون قادة ومسٶولي النظام ويسعون لکي يتم إعتقالهم وتقديمهم للعدالة لکي ينالوا جزائهم عن ماقاموا بإرتکابه.
الملاحظة المهمة جدا التي لابد من ذکرها هنا وأخذها بنظر الاعتبار، هي إن النظام الايراني عموما رئيس النظام رئيسي خصوصا، صار يتخوف من فعاليات ونشاطات أعضاء وأنصار مجاهدي خلق على الصعيد الدولي ويأخذها على محمل الجد وحتى إن عدم حضور رئيس لإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المنصرم وإلقائه خطبته عبر الانترنت، قد کان بسبب تخوفه من إعتقاله خصوصا إذا ماأعدنا للذکارة بأن وزارة الخزانة الأميركية كانت قد أدرجت اسمه عام 2019 على قائمة العقوبات، متهمة إياه بأنه كان عضوا في “لجنة الموت” عام 1988، ولاريب من إننا إذا ماإنتبهنا الى إنه لم تمض سوى فترة قصيرة نسبيا على تنصيب رئيسي وحدث ماقد حدث فإن الفترات القادمة ستکون بالضرورة أسوأ بکثير وحتى إن عليه أن ينتظر أن يحدث له ماقد حدث لسلوبودان ميلوسوفيتس ورادوفان کارودوفيتش وآخرين من أقرانهم.
ماجرى في أسکتلندا لم يکن أبدا مجرد تطور عادي بحيث يمکن المرور عليه مرور الکرام، بل إنه حدث وتطور غير عادي بالمرة لأنه وبإختصار يوم الضحية ضد الجلاد.