الأمة التي لاتستذكر شهدائها أمةٌ ميتة، ولاتستحق التضحية بالدماء التي أُريقت من أجل حياتها، وببساطة يعود الفضل الى تلك الأرواح الطاهرة التي أزهقت من أجل أستمرارية العيش بكرامةٍ وعز، هؤلاء الشهداء الذين، شروا كرامة مجتمع وسيادة وطن، مقابل؛ ترمل نسائهم، وتيتم أطفالهم، وأثكال أمهاتهم.
العراق من تلك الشعوب الحية التي لاتموت، لتكريمه شهدائهُ، بكل فخر وعز، حيث تم تخصيص واحد رجب من كل عام هجري يوماً للشهيد العراقي، وهذا ما أقرته الجمعية الوطنية العراقية، بمناسبة أستشهاد شهيد المحراب (السيد محمد باقر الحكيم) وسبعين شهيد من المصلين، لصلاة الجمعة، قرب الحرم العلوي الطاهر.
أن لأستذكار الشهداء وتخصيص يوم من كل عام، هو رد الجميل بشكل بسيط جداً، نسبةً لما قدموه من عطاء ودماء، وكذلك لايخلو من فوائد جمة نعتبر ونستفيد منها في زماننا، والأزمنة القادمة فمن تلك الفوائد؛ تجديد العهد لهم والثأر لدمائهم، من خلال، السير على منهجهم، وسلوك طريقهم، ونصرة قضيتهم، وكذلك تعريف الأجيال القادمة على قصص الأباء والبطولة، التي سطروها جند الله، في ميدان مقارعة الظلم والطغيان، وحتماً عندما نتعرف على تلك القصص، وقراءة تأريخهم والأسباب التي دعتهم للنهوض ستكون للأجيال الكلمة، بوجه ذلك النوع من الظلم لو تكرر بمختلف الأزمنة، عندها تكون أمتهم أمة حية لاتموت، وبسبب كل ذلك لابد لنا من اعداد العدة، لأحياء هذا اليوم الوطني المقدس، ولا نجعله يختص، بتياراٍ، أو مذهب، أو طائفة معينة، بسبب الحقد والكراهية، أو التحزبية والدوافع السياسية، بل لابد أن نجعله يوماً لجميع العراقيين وشهدائهم.
أحياء هذا اليوم يأتي من خلال اقامة الفعاليات الفنية، والمهرجانات، والمؤتمرات، والندوات، وأستذكار بطولات الشهداء، لأننا نعرف أن جميع الشهداء لهم قصص بطولية، مارسوها بكل جدارة في ساحات الوغى، وهذا لم يأتي من العبث، بل جاء نتيجة يقينهم بالحياة الأبدية السعيدة التي سيصلون لها بعد الشهادة، وكذلك كانوا متيقنين بدمائهم سيمنحون الحياة والآمان لأمتهم.
الشهداء قدموا ما عليهم من وفاء للوطن، ونحن علينا اليوم أن نكون أوفياء لهم، من خلال رعاية عوائلهم، والعطف على أيتامهم، ليرقدوا آمنين مطمأنين على عوائلهم، وأحياء يومهم، تخليداً لهم، وتحفيزاً لفتيان الوطن للعطاء وتقديم الغالي والنفيس من أجل الوطن.