18 ديسمبر، 2024 8:45 م

يوم الزهراء عليها السلام

يوم الزهراء عليها السلام

بصفتها بضعة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله

وميزان رضا الله تعالى وغضبه تبرز الزهراء عليها

السلام امرأةً رسالية تفرض نفسها بقوة تمثلها لتعاليم

الله وانصياعها لاحكامه وكرامات خصها بها الله عزوجل

دون غيرها من النساء قاطبةً بحيث لم يك لها كفؤ من الرجال إلا علي عليه السلام الذي عاشت معه حياةً كأبسط ما تكون الحياة و سبل المعيشة فلم تسكن قصراً منيفاً ولا داراً من التبر و كانت دارها مكسوة بالرمل و فراشها أهاب كبش (جلد كبش) كما قال سيد الوصيين عليه السلام: ( تزوجت فاطمة وماعندنا إلا أهاب كبش ننام عليه) .

? ميزان رضا الله وغضبه التي يرضى الله لرضاها و يغضب لغضبها من غير المعقول أن يتصدى بشر سوي لإغضابها و هو يعلم أنّ الله يغضب لذلك !!

و من غير المعقول أن تتعلم بضعة الهادي الأمين أحكام الدين و شريعة الله من أحد غير أبيها سيد الرسل و خاتم الانبياء و بعلها سيد الوصيين “صلوات الله و سلامه عليهم” ، لكن ذلك حصل و جرى !!

أغضبوها “عليها السلام” و أرادوا الإلتفاف على شرع الله و أحكام دينه فقالوا أنّ الانبياء لا يورثون موجهين خطابهم إلى سليلة الانبياء و بضعة خاتم الرسل !!!

أليس هذا بالأمر العجاب ..؟؟؟!!!!

? عجباً و الله و أيّ عجب أشدّ من سعي قوم لتعليم الزهراء “عليها السلام” معالم الدين و في بيت أبيها مهبط الوحي وكلام الله !!!!

لكنها “عليها السلام” تصدّت لذلك لما رأت خطورة الأمر فعنفت القوم و قرّعتهم و قالت في خطبتها ما يدينهم عسى أن تلتفت الأُمّة إلى خطورة الأمر و تُزيح عن كاهلها أسباب إلتباس المفاهيم و إختلاط الحابل بالنابل ممما يتسبب بضياع الأُمّة و تشتّتها و تحول الدِّين الواحد إلى أديان !!!

? خرجت “عليها السلام” لِبَثِّ الوعي و لتؤسِّس لدور المرأة الرسالية بصفتها المثل الأعلى التّقوي لكلّ امرأة مسلمةً كانت أم غير مسلمة فالقدّيسون فوق الإنتماء للعرق و للجغرافيا و فوق عوامل الزمان و المكان و لتثبت أنّ لا تثريب على امرأة تُمارِس رسالتها و تؤدي وظيفتها الأخلاقية و الشَّرعية تجاه مجتمعها و هو المجتمع المحتاج أكثر من غيره للمسات السماء لكي يغير محتواه الفكري و سلوكه الأخلاقي و ماجرى على الزهراء “عليها السلام” بعد رحيل سيّد الرُّسل صلّى الله عليه و آله و سلّم يُثبِت بلا جدال صِدق ما جاء به القرآن الكريم:

“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” (144)/آل عمران.

كان تحذيراً من العودة إلى الوراء ، و قد حصل ، ومن ذلك اليوم و نحن نخطو بإحتراف للتقدّم إلى إلوراء !!