مواطن يتمتع بالثقافة والشجاعة والجرأة, لايهاب اي شيء سوى حبهُ لبلده المليئ بالحضارة والتاريخ الكبير والذي يتصدر قائمة الدول العربية والاجنبية من حيث المنجزات التي لاتعد ولاتحصى.. فمهما تعرض هذا المواطن الى الاذى والظلم فأنه يستعيد عافيته بسرعة البرق ويتغلب عليها بمرور الزمن, ورغم الطعنات التي يتلقاها من هنا وهناك لكنه تراه كأسد شامخ يجوب الصحراء وهو مرتفع الرأس, وبعد كل مرارة حزن تراه ازداد قوة..
اسمه وصفاته مشتقً بإنتمائه إلى أعرق العائلات وأكثرها ثباتاً على الحال, فأباه وجده حملوا الصخر ونقشوا عليه, حاملين خبرة مئات السنين من صبر وعزيمة, يصنف بمستواه الفكري والادبي بأعلى المستويات ورغم هذا تراه يعيش حالة من الفقر مما جعلته يبني تاريخاً بين الحين والاخرٍ, فهذا هو ابن النيل, الذي حمل الحجارة وبناها بأجمل معمورة في البلاد العربية زادته رونقاً وتألقاً وحمل اسمها على مر السنين, هو ابن الاهرامات والعجائب السبعة, يكفيه فخراً هذا الشعب بأنه ينتمي الى سلالة الفراعنة التي شهدت منعطفاً تاريخياً مليئ بالانجازات التاريخية منذ ازل السنين ولغاية عصرنا هذا..
يتمتع هذا الفرد بعدة مواهب فهو الاديب والكاتب والفنان والصحفي والاعلامي والمحامي والمطرب والعامل.. فأذا كان المواطن العربي يريد ان يدخل ابواب الشهرة فعليه بأم الدنيا “مصر” واللجوء الى هذا المواطن..
ومع كل هذا نتأسف اليوم مما نراه من تدهور حالة المواطن المصري بسبب الازمات المتوالية عليه واهمها ازمة الاقتصاد التي جعلت البلد في حالة من الجفاف والازمة الاخرى هي الارهاب الفكري التي سيطرت على عقول البعض وخاصة بعض الفتاوي غير المدروسة التي تصدر من الازهر حيث تلاقي قبولاً شاسعاً في البلد, وفهم اغلبها بحالة عكسية, ومما يؤدي الى تردي حالة من الاضطراب التي قد تتسبب في ارباك الوضع الامني وهذا ما تم استغلاله من قبل الخلايا الارهابية النائمة التي ترتكب جرائم دموية ضد ابناء الشعب المصري.
في اخر زيارة لي لمصر قبل ايام اكتشفت بأزدياد وجود (البلطجية) في الشوراع والميادين وحسب ماصرح به البعض ممن في مواقع المسؤولية ومن عامة الشعب حيث صرح العديد منهم بأن سوء الحالة المعيشية المتردية لاغلب الاسر المصرية جعلت ابنائها يتوجهون الى الاساليب العدائية التي قد تكون نقطة سوداء في تاريخ البلد الشقيق.
فمنهم من اصبح مجرماً ومنهم من اصبح متفنن بالنصب والاحتيال وخاصة ان مصر تعد بوابة السياحة العربية, فأي خرق يصدر من تلك الوجوه الظلامية قد تتسبب في انهيار السياحة في مصر وقد يعزف البعض الذهاب اليها للحفاظ على نفسه من السرقة والنصب..
فندعو من منبرنا الاعلامي الرئاسة المصرية للحد من تلك الحالات الشاذة التي قد تقف بطريقنا وبطريق الاخوة السواح العرب وبالنسبة للشعب المصري نفسه الذي يعيش حالة من الارباك..
فيجب محاربة هولاء المتسكعين في الشوارع ومطاردتهم وفي نفس الوقت توفير فرص العيش الملائمة للذين يعانون من الازمة المالية الخانقة في البلد .. لتبقى راية مصر وشعبها خفاقة دائمة في الاعالي… ولنا كلمة غداً ان شاء الله.