ستكون هذه سلسلة مقالات نتعرض من خلالها لأبرز ما يحصل مع المعلم في المدرسة الزنكَلاديشية، محاولين بذلك دعم الصحيح منها، وتقويم المائل فيها، نتمنى لكم قراءة ممتعة.
بعد اجتياح جائحة كورونا لدول العالم كافة في عام 2019، توقفت جميع المحافل والتجمعات، وأقفلت المدارس أيضا ولكن لم يتوقف التعليم، حيث أصبح إلكترونيا؛ الآن نحن في عام 2021 وقد استأنف دوام التلاميذ حضوريا، فرافقته بعض التغيرات في سلوك التلاميذ والمعلمين ووزارة التربية ودوائر الدولة برمتها، لذا قررنا ان نسلط الضوء على هذه التغيرات من خلال عرض احداث يومية نستشف من خلالها هذا التغير في جوانبه المتعددة.
بدأت الأحداث بكسر يد مديرة مدرسة من قبل إحدىالطالبات (ونعم التربية)، ثم تلتها أم لأحدى الطالبات في مدرسة أخرى قامت بضرب معلمة وجرها من شعرها امام الطالبات (وسط فرحة وهلاهل الطالبات)، بعد ذلك قام مجموعة من الطلاب بضرب معلمهم بعد نهاية دوام المدرسة (بالطلعه)، ثم ختمها مدير مدرسة قام بضرب المشرف أثر خلاف عشائري (يعني مو علمود العملية التربوية).
لندخل الان الى أروقة المدرسة وصفوفها ونلاحظ ان الاعداد تكاد لا تصدق، ففي كل صف عشرون رحلة (مكسرة) يجلس عليها أربعة تلاميذ (شلون ما أدري، عليك ان تتخيل)، بالإضافة الى الأمهات والاباء الذين وقفوا فيمجموعتين واحدة ملتزمة تقف عند باب الصف والأخرى احتلت الصف ووقفت قرب السبورة (الظاهر ان المجموعتين متفقتين مجموعة تدخل ومجموعة تنتظر فاذا خرجت الأولى دخلت الأخرى)، والمجموعتين كلاً قام بواجبه تجاه ابناءه، من حيث الدعم اللوجستي…
استأذن المعلم من الأهالي كي يفسحوا له الطريق للدخول الى الصف عسى ان يجد مكاناً يقف عليه في وسط هذا التجمع المبارك؛ دخل الى الصف ليبدأ درسه وهو في كامل اناقته والتزامه بتعليمات لجنة الصحة والسلامة، يرتدي الكمام والقفازات الطبية، وما ان استقر قال بصوت ناعم ونظرات هادئة وابتسامة خفيفة (حتى لا يتسبب للتلاميذ بأي أذى نفسي) قيام… فجاءته قنية ماء من حيث لا يحتسب، كادت ان تطيح به ارضا الا انه كان فطنا متيقظا(نجر) حيث مال براسه، فجاءت القنية براس (حمديه) التي نادت: الله يطيح حظك وحظ أمك، ودرت (طفيت) عيني! وإذابأم ذلك التلميذ واقفة بجنبها فتخامشتا فكان لا بد للمعلم ان يتدخل لحل النزاع وبعد ما أكمل لكم الزفة والهلاهل…
تدخلت الإدارة والكوادر وافراد حماية المنشآت (FBS) لفك الاشتباك الحاصل بين (حمديه ورمانه)، وتم التوصل الى اتفاق مع الأهالي للتهدئة، بعد ان تبين ان ابن رمانه انما رمى القنينة لان ابن حمديه طلب منه شرب الماء، هنا قال لهما المعلم: اولادي قلنا لكم لا يجوز الشرب من نفس القنينة، لان في ذلك خطر على صحتكم وسلامتكم. فأجابهابن حمديه: لا والله أستاذ الماء نظيف! فقال المعلم: نعم لكنك شربت منه. التلميذ: يعني قصدك أني مو نظيف قصدك أني مريض؟ المعلم: لا بابا لكن هذي توصيات لجنة الصحة واني اسف إذا ازعجتك. التلميذ: خل يولون هم شمفهمهم. المعلم: طبعاً هم شمفهمهم؟! أهم شيء انت ما زعلت…
تم اخراج الأهالي الى ساحة المدرسة، بعد أن وعدتهم الإدارة بان اليوم سيتم توزيع الكتب، فعليهم أن لا يشوشوا على التلاميذ وإلا لن يستلموا كتبهم…
غداً سنكمل مع ما حصل اثناء توزيع الكتب…