اثناء بث برامج القناة التربوية الزنكَلاديشية طل علينا مذيع شاحب الوجه، أصلع الرأس، أحول العينين، فاقد لاحد الاذنين؛ في مبادرة عجيبة قائلاً: اليكم الان أيها الـ… نشرة الاخبار من القناة التربوية الزنكَلاديشية نبدأها بعرض رسالة من معلم زنكَلاديشي بعثها إلى مخاصي وزير التربية وأعضاء هيئة النأي (بنفسها عن كل ما يجري لمفاصل التربية):
أيها الـ…… قرارتكم في جعل يوم السبت دوام رسمي وتعويض المعلم بيوم اخر لا معنى له لعدة أسباب:
يصعب على بعض ادارات المدارس اعطاء عطلة للمعلمين، بسبب النقص الموجود في الهيئة التعليمية، والعكس في بعض المدارس التي فيها فيض (مثل منطقة بزونة وبعض المناطق والي محد يكدر ينقل معلم فيها الى مدرسة محتاجة).
يوم السبت عطلة رسمية حسب قرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 2005. فجعله دواماً واعطاء يوم اخر غير مقر حسب القانون امر فيه مخالفة (ومنو يتحمل مسؤولية ما يحصل للمعلم والتلميذ؟)
إذا كان الموضوع لتقليل اعداد التلاميذ والتباعد، فهذا الامر مستحيل، لدخول التلاميذ مجتمعين وخروجهم في الفرص الى ساحة المدرسة، وخروجهم مجتمعين فلا جدوى من اجراء التباعد.
ننصح ونحن في الميدان ونمسك ارض التعليم ان يرجع الدوام 5 ايام مع ارجاع عطلة السبت عطلة رسمية، مع تطبيق قرار الإنتساب بدون شرط أو قيد كما في العام الماضي…
بعد إتمامه لقراءة الخبر، أخذ المذيع يتلمظ ويلتفت يميناً وشمالاً، وعندما تأكد بأن البث ما زال مستمراً، ولم يتصل به أحد لأنهاء النشرة، انتهز الفرصة وقرأ الخبر الثاني: والان وصلنا الى الخبر الثاني، حيث قام أحد التلاميذ بالادعاء على معلم بضربه وكسر يده، بالرغم من ان التلميذ كان غائباً (لكن المدرسة تائهة ومحد يسجل غياب) ولم يحضر للمدرسة، وقد أنكر المعلم فعل دلك وأنه لا يعرف التلميذ أصلا، بل ليس له حصة في صف التلميذ، إلا أن ذلك زاد الطين بلة كما يقال، حيث تشدد أهل التلميذ قائلين: فوق ما ضربه يدعي أن ولدنا يكذب؟! (يا كَاع اخذينا وطمينا)، فقلنا: حاشا لله ما ولدكم الا ملك كريم!! لكن ولأن المعلم فقير، وليس لديه عشيرة قوية، قام أهل التلميذ ببعث (كَوامة) إلى المعلم؛ المعلم من جانبه لا يعرف معنى (الكَوامة)، وعندما استفسر عن الموضوع قالوا له: اجلب أناس معك واذهب إليهم وانظر ماذا يطلبون؛ ففعل كما قالوا، وذهب إليهم، وإذا باهل التلميذ يقولون له اخذ (عطوة)، فتساءل ما معنى عطوة؟ هل هي اخت ططوة؟! فقال لهم مدير المدرسة (النجر) أني أبو العطوة؛ فأعطوه 30 يوماً على ذمة التحقيق؛ وبعد انقضاء الثلاثين يوما، ذهب إليهم برفقة المدير (الحذق خاف ما عرفتم النجر) وبعد التي والتيا اخذوا منه فصل (750 ألف دينار) (يلا مو هواي راتب شهر واحد بس! وشلون يعيش الشهر؟ مو مهم هو معلم خلص عمره يـ……) فقال لهم المدير (نجر وحذق بعد شكَول: الجهبذ؟ حتى تقتنعون): ولكنكم سجلتم دعوة بمركز الشرطة، وبعد أخذكم الفصل وجب التنازل. فقالوا لا، التنازل شرط نجاح ولدنا. فقال المدير (نجر وحذق وجهبذ وأبو عيون جريئة): ولكن ابنكم في السادس؟ وهذا امتحان وزاري؟ فقالوا: والله مشكلتكم. وبفضل الله وانتشار وباء كورونا كان الامتحان بالمدرسة وليس وزارياً مركزياً، فنجح التلميذ بذراعه (المكسورة) (بس سؤال: إذا ايده مكسورة شلون كتب؟) مو مهم (شكَد تنبشون؟) المهم تنازل أهل التلميذ عن القضية، والمعلم مازال حي يرزق بعث عائلته الى تركيا ويداوم منتظراً ان يحال الى تقاعد فيلتحق بعائلته. أما التلميذ (الذي أتضح أنه يقول لأهله انه في الدوام كان يذهب الى كازينو قريب وتمت المشاجرة هناك ولتغطية الموضوع ذبها براس المعلم مطبقا المثل القائل: ذبها براس عالم واطلع سالم) وأخيرا ذهب التلميذ الى الاول المتوسط وهو لا يعرف كيف يكتب اسمه!! (ولا أحد يكَول شلون؟ ترى تعبوني) وعاشوا عيشه سعيدة (منو هم؟ ما أدري ولحد يسأل).
سكت المذيع ولم يحدثه أحد، فترك قاعة الاخبار وابتعد عن اضاءة مكتبه، ليرى الكاميرات بلا مصورين! والمخرج غير موجود! فأصابته الدهشة وخرج من الأستوديو هلعاً، ليجدهم في جلسة للسمر والضحك! فقال: ويلكم ماذا تفعلون؟ ماذا لو حصل خلل ونحن في البث المباشر؟ فضحكوا مقهقهين ممدين أجسامهم يتطارحون على الأرض من شدة الضحك، قائلين: ومن تظن انه يتابع القناة؟! حتى عوائلنا لا تتابعها، افتظن أن مسؤولا يتابعنا أو يتابع برامج القناة؟ لا يا مسكين!
بقي شيء…
المقال من خيال الكاتب، المفعم بالأخبار التربوية الزنكَلاديشية، والتي سنوافيكم بها تباعاً، وتبقى من خيال الكاتب وروح عذيب.