22 ديسمبر، 2024 12:39 م

يوميات مراجع – ١

يوميات مراجع – ١

لقد فقدت الإنسانية بريقها وسماتها النبيلة ورسالتها الأزلية وعرشها الإيماني الذي تربعت عليه منذ الأزل ؛ ونتيجة مجريات الحياة المادية الوافدة علينا من مخلفات حطام الرذيلة والفسوق التي سادة عصر ما بعد الحداثة في العالم بصورة عامة                                                                

_ لعمري _ تباعد الناس عن جادة الصواب وأصبحت الحياة اليومية تعج بالفوضى وتنبض بكثرة الأعباء والتحديات التي أطرت تحت مسميات مختلفة بمصطلحات حديثة ورخيصة انبثقت من رحم عقيم مستقذر شرعاً وعرفاً ؛ لا يرتقي ومستوى المد الأخلاقي الذي نص عليه المشرع العام ؛ اتضح ذلك من خلال الجري وراء الشهوات والملذات والمعاصي وكسب المال الحرام.                              

  انعكس ذلك وتوغل في الحياة اليومية والمعيشية والأداء العام ؛ وعلى مستوى الأداء الوظيفي السيء الحالي بمفاصله وحيثياته إذ بات التعسف ولاضطهاد سمة أو سنة اكتسبت شرعيتها من خلال تلاعب بعض (الموظفين الفاسدين) بحياة المواطنين والتلذذ بمعاناتهم اليومية التي فاقت كل التصورات الذهنية والإنسانية.

 ومما لا ريب فيه أن السلم الوظيفي المسيس للإدارة الجديدة في البلاد جعلنا نعيش في كابوس أو اضغاث أحلام نمت في جوارحنا ترعرعت وعظم شأنها وجعلت منا حالة غريبة تنموا بين المهازل والمآسي ؛ فضلاً عن ذلك انعدام الثقة في النفس والابتعاد عن الرؤية الواضحة السليمة التي ينبغي أن تسير على وفق حياة اجتماعية واقعية بناءة ؛  لذا بات المواطن يُجَسّر بين خيال الوهم وسراب الحقيقة المفقودة المؤلمة التي ذهبت ضحية الولاءات المريضة الضيقة مما حدى بالوطن والمواطن أن يعيش في جحيم شبه أبدي لا يطاق ولا يوجد له حالة شبيهة في العالم وعلى مّر العصور.                        

  عزيزي المراجع: يجب عليك أن تحدد تسميتك بحسب نوع الدائرة التي أنت فيها وتنسى اسمك الحقيقي وسماتك الإنسانية التي فطرك الله سبحانه وتعالى عليها ؛ فعلى سبيل المثال: اسمك في دائرة الكهرباء (مشترك) وفي المستشفى (مريض) وفي دائرة الضريبة (مكلف) وفي مراكز الشرطة (موقوف) وفي دوائر العدالة (متهم) وفي أغلب الدوائر (مراجع) ؛ أعلم أن كل هذه التسميات تدل على أنك شخص مريب ويجب عليك الحذر ؛  وتكون في وضع الاستعداد لتلقي غضب صاحب المقام الموظف ؛ وتنتبه لحالته النفسية وتعلم هل يمّر بيوم بؤس أم نعيم هل خرج من البيت بحالة هياج أم حول عقلي ؛ هذه الملاحظات هي من تحدد مصريك المشؤوم.                                                          

الموظف القديم: يجب على المراجع أن تكون لديه دراية وحسن تميز بين الموظف القديم والحديث ؛ فالموظف القديم ترك مسؤولياته الأخلاقية التي كرس حياته لها ! وهو معذور فبينما كان يعمل في مؤسسة رصينة تعمل وفق قوانين متعارف عليها ! وجد نفسه يعمل وسط مستنقع قذر من موظفين عديموا الخبرة إنمازوبالكذب والرياء وحب التسلط والوصول المبكر إلى المناصببصورة غير شرعية.            الموظف الحديث: ولتحديده ومعرفة خواصه الفنية والميكانيكية لاحظ التالي:                        

1_ يمشي على الأرض مرحاَ 2_ محتصر الملابس ويظهر من مؤخرته مفرق لحمي صغير نتيجة قصر (كمر البنطلون الضيق)  3_ عدم الانتظام في العمل وغير مبالي بالأخطاء صغيرة كانت أم كبيرة 4_ يدعي العلم والصرامة وهو اجوف 5_ تراه كالهيبة رعديد وداخله جبان أجوف 6_ يبيع غدهُ بيومه لم تحكمه التجارب 7_ لا يحترم كبار السن وذلك كونه تربى في عائلة مفككة أخلاقياً 8_ مبدأه كيف يبتزك ويستفزك ؛ فهذه بعض العلامات السارية في وقتنا الحالي نرجو من المواطنين أن يلاحظوها لتلافي بعض مهاترات الموظف حديث التجربة وخيالاته الطموحة التي يظن من خلالها أن الدائرة الحكومية ملكاً له وليس ملك المواطن ؛ وقد فات الكثير من الموظفين أن رب عملهم هو المواطن ولولا وجوده لكانوا نكرات إمعات جُلَّ عملهم في النخاسة وسوق النخاسين مختوم على جبهاتهم عارات العراق.            

الكلام لا يشمل الجميع