22 أبريل، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

يوميات عراقي لم يغادر حربا قط ..ثاني ايام الغزو الاميركي للعراق 2003!

Facebook
Twitter
LinkedIn

” فوت بيها وعـ الزلم خليها هذا ابو الحسنين حاضر بيها ” هكذا خرج علينا ” قاسم السلطان ” بأنشودة مستوحاة من الانشاد العراقي او مايسمى بـ” الحربية ” التي يتبعها عادة ضرب الدرباشة وكرط النيون ولطع الصاج الحار بعد الوصول الى حالة تشبه الهستيريا يسمونها ” احوال ” مع ان جل الكارطين والدرباشيين ﻻيصلون وﻻيصومون وﻻيحجون وﻻيزكون بزعم وصولهم الى درجة اليقين التي ترفع التكاليف الشرعية عن صاحبها مستشهدين بأية يفسرونها تفسيرا باطنيا ﻻ اساس له من الصحة ” واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ” اذ ان اليقين هو الموت وليس رفع التكاليف …وولطالما سألتهم ” يعني على حجيكم هذا فأن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم لم يصل الى هذه الدرجة ولم تتحقق للخلفاء الراشدين من بعده ، ابي بكر و عمر وعثمان و علي رضي الله عنهم اجمعين ﻷنهم ماتوا جميعهم وهم يصلون ويعبدون خالقهم ويقومون الليل ويصومون النهار ..بل ان الفاروق عمر بن الخطاب ، استشهد في محرابه ساعة طعنه بخنجر ابي لؤلؤة المجوسي المسموم ..وعثمان ذو النورين استشهد صائما يتلو القرآن وكذلك علي بن ابي طالب ، فارس المشارق والمغارب بعد طعنه في صلاة الفجر من قبل ابن ملجم الخارجي الفارسي ..ولو كانوا قد وصلوا الى درجة اليقين امثالكم كما تدعون لما حضروا الى صلاة الجماعة اصلا ولسلموا على حياتهم داخل منازلهم !!!
ثم ( أطلق لها السيف ﻻخوف وﻻ وجل ..أطلق لها السيف وليشهد لها زحل ) بصوت صدام حسين شخصيا عبر مذياع ” القيثارة ” الذي كنت اتأبطه والتي اختتمت بـ( واعدد لها علما فى كل سارية وأدعو الى الله ان الجرح يندمل) ، ادركت حينها انه امر عسكري مباشر ﻷطلاق صواريخ ارض – ارض او ماتبقى منها على اهداف منتخبة فـ – اطلق – تعني اضرب على وفق السياقات العسكرية مصاغة بقصيدة وتأكدت لحظتها بأن جرح العراق الغائر وبخلاف خاتمة القصيدة لن يندمل قط وسيظل ينز قيحا ودما الى ان يشاء الله تعالى أمرا كان مفعولا ، كنت ساعتها ابحث عن بعض الاصدقاء للاطمئنان عليهم ولتدوين مايدور على الارض واقعا ،كل الوجوه حولي كانت كالحة ، شاحبة ، العيون ذابلة، الاجساد منهكة من الجوع والسهر والخوف والترقب ، الاحذية ممزقة ، الملابس متهرئة بأستثناء ملابس – البالات – واحذيتها واتحداك ان تجد عراقيا ساعتها يلبس ساعة يدوية ﻷن ﻻقيمة للوقت وﻻ للحياة عندهم بتاتا !!
صعدت سيارة – فولغا مجرقعة – بعد تركي سيارتي البرازيلي خشية سرقتها باعتبارها – جكسارة ذاك الزمان – وانا ألوك بصعوبة بالغة قطعة خبز – غير منخول بالحصى والرمل – واذا بالراديو الروسي داخلها يخبرنا بأن القوات الأمريكية والبريطانية قامت بألف طلعة جوية أطلقت خلالها ألف صاروخ على الاراضي العراقية ، فيما توغلت القوات الأمريكية 160كم داخلها .. كنا نسمع دوي الانفجارات في كل مكان ونرى ألسنة اللهب والدخان في اي مكان ، لتعلن وزارة الدفاع الأمريكية بدء الهجوم الكبير على القوات العراقية ..لم أطمئن نهائيا ﻷن الجيش ﻻيقوده حاليا – حردان التكريتي – قتل – وﻻ صالح مهدي عماش – قتل – وﻻعبد الجبار شنشل – اقصي – وﻻ عدنان خير الله – قتل – وﻻ بارق الحاج حنطة – اعدم – وغيرهم من كبار الضباط المحنكين والمخضرمين وانما – قصييي – الذي لم يخدم في العسكرية طوال عمره = هزيمة منكرة وﻻشك وهذا ماحدث بالفعل وابيدت بسببه القوات العراقية التي ارسلت بأوامر من – عصي – على الطرقات الخارجية وﻻبواكي لها آنذاك لتدفن حيث قتلت !
ذريعة الحرب المدمرة وقبلها الحصار الغاشم الذي استمر 13 عاما ما اسفر عن مقتل 3 ملايين عراقي ناهيك عن الجرحى والمعاقين هي اسلحة دمار شامل ﻻوجود لها ..علاقة العراق بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وﻻصحة لها ، تهديد اسرائيل وﻻوجود له ..تحقيق الديمقراطية في العراق تمهيدا لتصديرها الى كل المنطقة – اكذوبة كبرى – جعلت العراقيين قبل غيرهم يزوعون كل انواع الدم قراطيات في العالم – الطازجة منها والمجمدة ، المصنعة والمسلفنة- العواصف الترابية كانت تحجب الرؤية وتحبس الانفاس تماما كما حدث – عند دخول البريطانيين – محررين بزعمهم ﻻ فاتحين – الى بغداد بقيادة الجنرال مود عام 1917
اضافة الى ذريعة تحرير العراقيين وتخليصهم من – الفرعون – الجاثم فوق صدورهم والذي تشظى بعد اسقاط صنمه في ساحة الفردوس – الجندي المجهول سابقا – الى ثلاثة اﻻف فرعون وصنم مثله وربما اكثر ووووووابشع !!
اختتمت يومي الثاني بـ ” ياكاع ترابج كافوري عـ الساتر هلهل شاجوري ” الم اقل لكم بأنني ومنذ فجر الارض البس خوذتي ..مع ان جحافل المستعمرين والمحتلين تترا فوق فراشي ووووو تحت غطائي اتعلمون لماذا ” ﻷن اللي مايعرف تدابيره حنطته ..تاكل وتشعل ابو ابو ابو شعيره ” .اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب