8 أبريل، 2024 9:26 م
Search
Close this search box.

يوميات صائم في بغداد – ٥ / رمضان الفيصل الفاصل بين البخلاء والكرماء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ” .
ما اجمل موائد رمضان المخصصة ﻷفطار الصائمين في المساجد ،والتي يتنافس فيها اهل الخير كل بحسب قدرته وامكاناته ، والجود كما تقول العرب من الموجود ، وما أقبح من يفطر على اطباقها يوميا وفي كل عام من دون ان يسهم فيها ولو بالشيئ اليسير ولو بقناني المياه المعدنية وسعر الواحدة منها ﻻيتجاوز 250 دينارا مع قدرته المادية التي قد تتفوق على كثير من المساهمين في هذه الموائد والتي يطبق بعضهم فيها قوله تعالى ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.
ولهؤلاء البخلاء اقول ” يكفيك ايها الجشع ، ان تشتري 20 قنينة لبن زبادي سعر الواحدة بـ 500دينار + علبة تمر بـ 2500دينار = 12500دينار تكفي ﻷفطار 20 صائما يوميا ، بما يعادل 100$ كل عشرة ايام ، بمعنى 300$ طيلة الشهر الفضيل تكفي ﻷفطار 600صائم ، امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم “” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا “.
وياليت هؤلاء يكتفون فقط بـ- العلف المجاني – بعد تحولهم الى – مجترات بشرية – اﻻ انهم يستعرضون في صبيحة اليوم التالي الكميات الهائلة التي – علفوها وكأنهم في مجاعة – وهم ليسوا بحاجة مطلقا ﻻ الى تناولها وﻻ الى استعراضها وﻻ للأمتناع عن الاسهام فيها ولو بالنزر اليسير !
الامر اﻵخر ان احزابا – تافهة – تعلن عن نفسها يوميا في العراق تصرف من الاموال الطائلة على حفل الاعلان فقط مايكفي لأطعام اﻻف النازحين والمشردين فضلا عن علاج المرضى من الفقراء والمسنين المعوزين ، لتجد ان – العلافة الموسرين على وزن العلاسة المنحطين ذاتهم – من اول الحاضرين على موائدها العامرة ليلتهموا مالذ وطاب في سبيل القضية ووالوطن – !!
ومن جميل ما اثر عن السلف ماقاله أبو السوار العدوي: “كان رجال من بني عدي يُصلُّون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعامٍ قطٍ وحده، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه” وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم.
عن الاستيلاء على حصص النازحين وتوزيعها بين الاغنياء والموسرين – العلافة – واهمال المحتاجين عمدا ﻻسهوا سأحدثكم عنها غدا بأذن الله تعالى . اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب